حسان بن ثابت هو شاعر الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهو أبو الحسام، أو أبو عبد الرحمن، أو أبو الوليد بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، من الشعراء المخضرمين الذين عاشوا مئة وعشرين عاماً؛ حيث عاش في العصر الجاهلي ستين سنة، بينما عاش ستين عاماً في العصر الإسلاميّ،[1] ويتميز هذا الشاعر بكونه شاعر المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان الرسول ينصب له منبراً في المسجد، وكان حسان يقوم عليه ويُفاخر بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويقول عنه رسولنا الكريم: ((إنَّ اللهَ تعالَى يُؤَيِّدُ حسانَ برُوحِ القُدُسِ ما يُنافِحُ أو يُفاخِرُ عن رسولِ اللهِ))[2].[3]
يُعتبر كعب بن زهير أحد أشهر شعراء العصر الإسلاميّ، وهو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزنيّ، والمُكنّى بأبي المضرَّب، وواحد من أبناء نجد، واشتهر كثيراً في العصر الجاهلي، فهو من أعرق الشعراء؛ إذ كان والده زهير بن أبي سُلمى شاعراً، ومُعظم أقاربه شعراء، ومنهم أخوه بجير، وابنه عقبة، وحفيده العوّام، وعندما ظهر الإسلام هجا النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلّى الله عليه وسلّم دمه، ولكن كعب ذهب مستسمحاً وطالباً للعفو من الرسول، ومُقدّماً إليه لاميته المشهورة،[4] والتي قال في مطلع أبياتها الشعرية:[5]
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
الخنساء هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، واشتُهرت بلقب الخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه، وهي شاعرة من الجزيرة العربية، واشتهرت بقوة شخصيتها وحرية رأيها، وتُعتبر الخنساء واحدةً من المخضرمين؛ حيث عاشت في العصر الجاهلي والعصر الإسلاميّ، ويُذكر أنّها أسلمت بعد ظهور الإسلام، وقد حسن إسلامها، ويجدر بالذكر أنّ شاعريتها تفجرّت بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية، حيث كانت تحبّ أخاها صخر حباً جمّاً، ورثته رثاءً حزيناً ومبالغاً فيه؛ وتميّزت أشعارها بالحزن، والأسى، وذرف الدموع، ولذلك اعتُبرت من أعظم شعراء الرثاء.[6]