-

أهم أعمال معاوية بن أبي سفيان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

معاوية بن أبي سفيان

هو معاوية بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، وأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، من صفاته الخَلقية؛ أنّه طويل القامة، أبيض الرأس واللحية، وصفه أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً: (قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم)، وأمّا صفاته الخُلقية فقد عُرف بالكرم، والحِلم، والعدل، والوقار، والشهامة بالإضافة إلى السيادة والرياسة في قومه، حيث نقل المدائني عن صالح بن كيسان أنّه قال: (رأى بعض منفرسي العرب معاوية وهو صغير، فقال: إنّي لأظنّ هذا الغلام سيسود قومه، فقالت هند- أم معاوية- ثكِلْتُهُ إن كان لا يسود إلّا قومه)، حيث أسلم معاوية رضي الله عنه، وأبوه، وأخوه يزيد يوم فتح مكّة، ثمّ صَحِب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وروى عنه الكثير من الأحاديث، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وقد أثنى عليه صحابة رسول الله، حيث قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما رأيت رجلاً أخْلَقَ للمُلك من معاوية، لم يكن بالضيِّق الحصر)، وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحقٍّ من صاحب هذا الباب، وكان يقصد معاوية رضي الله عنه).[1]

أهم أعمال معاوية بن أبي سفيان

كان لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلام، حيث صَحِب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحظي بثقة الخلفاء الراشدين من بعده، وقد كان له أعمالٌ عظيمةٌ، منها:[2]

  • كتابته للنبي عليه الصلاة والسلام:حيث كان معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- يكتب الرسائل الموجّهة من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى عرب البادية، والوحي، حيث ذكر المدائني: (كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية يكتب للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- فيما بينه وبين العرب)، وقد أكّد ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ معاوية -رضي الله عنه- كان كاتباً للوحي، حيث روى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: (اذهبْ فادْعُ لي معاويةَ، قال: وكان كاتبَه)،[3] وقال المسعودي: (كتب له معاوية قبل وفاته صلّى الله عليه وسلّم بأشهرٍ).[4]
  • الجهاد في سبيل الله:هاجر معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- إلى المدينة المنورة بعد إسلامه، وحظي معاوية بشرف الجهاد تحت راية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشهد برفقته غزوة الطائف، وحُنين، وأعطاه النبي -عليه الصلاة والسلام- من غنائمها مئةً من الإبل وأربعين أوقيةً من الفضة، وبعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان معاوية -رضي الله عنه- محطّ ثقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فبعد أن سيّر الجيوش لفتح الشام جاء جماعة من المسلمين إلى المدينة فوجّههم إلى الشام، وبعث عليهم معاوية -رضي الله- عنه أميراً، وطلب منه اللحاق بأخيه يزيد والقتال معه، فلَحق بأخيه، وشهد معركة اليرموك، وفتح دمشق تحت راية أخيه يزيد، ثمّ بعثه يزيد -رضي الله عنه- على رأس جيش من المسلمين إلى سواحل الشام ففتحها، وفي السنة الخامسة عشرة للهجرة، أمره عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالتوجّه إلى قيسارية والاستعانة بالله على فتحها، فتوجّه إليها، ثمّ حاصرها ووقع بينه وبين أهلها معركةً عظيمةً، فُتحت المدينة على إثرها، وقُتل منهم مئة ألفٍ، ثمّ أرسل الغنائم إلى أمير المؤمنين .
  • إنشاء أول أسطولٍ بحريٍ إسلاميٍ: بعد المعارك المتكرّرة التي خاضها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- مع الروم علم أنّ العامل الأساسي لبقائهم، وأساس قوتهم من البحر، حيث إنّ المدن الساحلية في الشام واقعةٌ تحت تهديد قواتهم البحرية، فقرّر إنشاء أسطولٍ بحريٍ ليضع حدّاً لسيطرتهم على البحر، فكتب رسالة إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستشيره بالأمر، حيث قال فيها: (يا أمير المؤمنين، إنّ بالشام قرية يسمع أهلُها نباحَ كلاب الروم وصياح ديوكهم، وهم تلقاء ساحل من سواحل حمص، فإن أذنت بركوب البحر)، فبعث أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يستشيره، ويطلب منه وصف البحر، فبعث له رسالةً قال فيها: (إني رأيت خلقاً عظيماً يركبه خلق صغير ليس إلّا السماء والماء، إِنْ ركن خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، إن مال غرق، وإن نجا برق)، فلمّا سمع عمر بن الخطاب وصف البحر، أرسل رسالةً إلى معاوية، قال فيها: (لا والذي بعث محمداً بالحق، لا أحمل فيه مسلماً أبداً، وتاللهِ لمسلمٌ أحبُّ إليَّ مما حَوَتِ الروم)، فلم يتم إنشاء الأسطول البحري في عهد عمر بن الخطاب، ولمّا تولّى عثمان بن عفان الخلافة أعاد معاوية الطلب مراراً وتكراراً، حتى وافق الخليفة عثمان عليه، وأصبحت السفن تُبنى في طرابلس، وعكا، وصور، وأنشأ الأسطول البحري، وغزا به معاوية جزيرة قبرص.
  • ولاية أمر المسلمين: تولّى معاوية -رضي الله عنه- ولاية الشام بأمرٍ من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقيت الشام تحت حكمه عشرون سنةً، حكم خلالها العرب والعجم، ولم يهجه أحد من رعيته، ثمّ أصبح ملكاً على الشام، ومصر، والحرمين، والعراق، وفارس، وخرسان ، والمغرب، واليمن، والجزيرة.

وفاة معاوية بن أبي سفيان

عندما شعر معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- باقتراب أجله، خطب بالناس خطبة مودّعٍ، وأوصى فيها ابنه يزيد بحفظ وصية الله -عزّ وجلّ- بالوالدين، وأن يكلف رجلاً لبيباً بغسله بعد وفاته، وكان معاوية -رضي الله عنه- يحتفظ بثوبٍ من أثواب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأوصى بأن يُلف به جسده قبل أن يُكفّن، حتى يمسّ جلده دون الكفن، وفي الختام أوصى بنصف ماله لبيت مال المسلمين، ورُوي أنّه لمّا دنا أجله أخذ يضع خدّه على الأرض، ويقلّب وجهه، ويبكي ويقول: اللهم انك قُلت في كتابك: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ)،[5] اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثمّ أوصى أهله بتقوى الله تعالى، وتوفّى في السنة الستين للهجرة، ودُفن في دمشق.[6]

المراجع

  1. ↑ "خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2108. بتصرّف.
  2. ↑ "مكانة معاوية في الإسلام"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2018. بتصرّف.
  3. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5/42، صحيح.
  4. ↑ "معاوية رضي الله عنه وكتابة الوحي"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة النساء، آية: 48.
  6. ↑ "وفاة معاوية بن أبي سفيان"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2018. بتصرّف.