تولّى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الخلافة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، بعد أن بقي المسلمون أياماً دون خليفةٍ، وكانت رغبة أهل مصر بعلي للخلافة، أمّا أهل الكوفة والبصرة فكانوا يرغبون بالزبير، إلّا أنّه رفض، فطلبوا من طلحة بن عبيد الله أن يتوّلى أمر المسلمين فرفض أيضاً، ثمّ طلبوا من عبد الله بن عمر فرفض شأنه شأن الزبير وطلحة، فكانت الخلافة لعلي بن أبي طالب، وتمّت له من جموع المسلمين باستثناء معاوية وأهل الشام، وكانت أمور المسلمين مضطربةً بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه- أيضاً، فكانت خلافة علي بن أبي طالب مليئةً بالفتن، وفي هذه المقالة عرضٌ وبيانٌ لبعض الأحداث التي وقعت فترة خلافته.[1]
وقعت معركة الجمل بين علي بن أبي طالب وبين الثائرين عليه المطالبين بالثأر بمقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت في العاشر من جمادى الأولى من سنة ستٍ وثلاثين للهجرة، والتقى الفريقان بالقرب من البصرة بموضعٍ يسمّى الخريب، وسميّت بموقعة الجمل لكثرة القتلى حول الجمل الذي كانت عليه السيدة عائشة رضي الله عنها.[2]
وقعت معركة صفين بين جيش ابن أبي سفيان وجيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والسبب الذي أدّى إلى وقوعها الخلاف الواقع بينهما فيما يخصّ أمر قتلة عثمان بن عفان، فمعاوية ومن معه طالبوا علي بالاقتصاص ممّن قتله عثمان، إلّا أنّ علياً كان يطالبهم بالبيعة له أولاً واجتماع كلمتهم على إمامٍ واحدٍ ثمّ التباحث في أمر الاقتصاص من قتلة عثمان، وبالرغم من ذلك فالمسلم مطالبٌ بالإمساك عمّا حصل بين الصحابة رضي الله عنهم، والترضيّ عنهم، والاعتقاد بأنّهم مجتهدون في الحق.[3]