أقوى إعصار في العالم
الأعاصير
تحدث سنوياً العديد من الأعاصير التي تضرب مناطق مختلفة في العالم خاصة المناطقة المدارية منها، وتختلف قوّة هذه الأعاصير فمنها ما يكون ضعيفاً وخفيفاً لا يترك أثراً كبيراً، ومنها ما تزيد طاقته التدميرية عن الطاقة التدميرية الناتجة من انفجار قنبلة ذرية، فمن خلال هذا المقال سوف نتعرف على مفهوم الإعصار والشروط اللازم توفرها لنشوء الإعصار وكيف ينشا الإعصار ويتطور وسوف نتحدث عن أنواع الأعاصير حسب قوتها ونذكر أشهر أعاصير قوية على مرّ التاريخ.
مفهوم الإعصار
هو عبارة عن اضطراب في الحالة الجوية ينشأ عنها حركة حلزونية للرياح بحيت تصبح تدور بسرعات مختلفة وباتجاه إما مع عقارب الساعة أو عكس عقارب الساعة، ويتشكّل الإعصار فوق المسطحات المائية الدافعة، ومن ثم ينتقل إلى اليابسة، ويكون مصحوباً بالأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية الشديدة، وعدم استقرار في الحالة الجوية.
الشروط اللازمة لنشوء الأعاصير
- يجب أن يكون هنالك مسطحات مائية واسعة مثل المحيطات لكي ينشأ الإعصار.
- أن يكون هنالك فروق واضحة وكبيرة في درجات الحرارة والضغط الجوي والهواء فوق المسطحات المائية واليابسة، أي أن يكون هنالك اختلاف كبير بين درجة حرارة المحيط ودرجة حرارة المناطق الساحلية.
- أن يكون هنالك تشبع بشكل كبير لبخار الماء فوق المسطحات المائية.
فمن خلال هذه الشروط نلاحظ أن أغلب المناطق المعرضة للأعاصير هي المناطق الإستوائية مثل السواحل الشرقية الجنوبية للولايات المتحدة أو السواحل الجنوبية للصين وذلك لتوفر ارتفاع درجات الحرارة واختلاف الضغط الجوي فيها مع مناطق الساحل، حيث يحدث سنوياً العديد من الأعاصير في هذه المناطق.
نشوء الإعصار وتطوره
يتكون الإعصار ويتطوّر وفق قواعد عامة وشروط محددة، فجميع الأعاصير تنشأ وفق الخطوات التالية:
- بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الاستوائية طوال العام، يتمّ تسخين سطح مياه المحيط في هذه المناطق بشكل كبير جداً ممّا يؤدى إلى إنتاج كميات كبيرة من بخار الماء، ولأن بخار الماء كثافته قليلة فإنّه يرتفع إلى طبقات الجو العليا.
- بسبب تشبّع الهواء الجوي في طبقات الجو العليا ببخار الماء فإنه يبرد بشكل كبير ويتكاثف مما يؤدي إلى هطول الأمطار الغزيرة، وهذا يؤدّي إلى فقدان الطاقة الكامنة الموجودة في بخار الماء إلى الهواء في طبقات الجو العليا ممّا يؤدّي إلى انخفاض الضغط بشكل كبير وتشكّل منخفضٍ جويٍ في هذه المنطقة، ممّا يساهم باندفاع كتل هوائية ضخمة بسرعات مختلفة من المناطق المرتفعات الجويّة إلى منطقة المنخفض الجوي.
- بسبب الفرق الكبير في الضغط الجوي بين مناطق الضغط المرتفع ومنطقة الضغط المنخفض بالإضافة لدوارن الأرض حول نفسها فإن الهواء المندفع ينحرف في مساره ويصبح يتحرّك على شكل حلقات حلزونية حيث يتحرك مع عقارب الساعة في الجزء الشمالي للكرة الأرضية وعكس عقارب الساعة في الجزء الجنوبي منها وذلك بسبب تعرّض الهواء لقوّة كوريوليس.
- تقوم تيارات الهواء المدارية في المناطق الساحلية بدفع الإعصار إلى مناطق اليابسة حيث عند انتقاله إلى هذه المناطق يكون مصحوباً بعواصف رعدية وأمطارٍ غزيرة، وتساقط البرد بأحجام كبيرة نسبياً، ويكون أيضاً مصحوباً برياح قوية ذات سرعات مختلفة وذلك اعتماداً على الفئة التي ينتمي إليها.
- تستمرّ الأعاصير لفترات زمنية مختلفة فمنها ما يستمرّ لأسابيع أو لساعات أو لأيام وذلك حسب قوّة الإعصار.
أنواع الأعاصير من حيث القوة
تقسم الأعاصير إلى فئات مختلفة وذلك حسب القوة التدميرية لها بالإضافة لسرعة الرياح فيها، فمن هذه الأنواع:
أقوى الأعاصير على مر التاريخ
- إعصار نانسي عام 1961م، وبلغت سرعة الرياح فيه إلى 342كم/ساعة حيث ضرب مناطق شمال غرب المحيط الهادئ.
- إعصار بنغلادش الذي خلف دماراً كبيراً جداً، ويعد أكثر إعصار دموي على مرّ التاريخ حيث قتل فيه 300 ألف شخص، وحدث هذا الإعصارعام 1970م.
- إعصار جون الذي ضرب عدّة مناطق مختلفة في أستراليا عام 1994م، ويعد أطول إعصار من ناحية العمر حيث استمرّ واحداً وثلاثين يوماً.
- أعاصير إيرين وكاترينا وساندي التي ضربت الولايات المتحدة عام 2011م والتى أدّت إلى خسائر مادية ضخمة جداً، ولا تزال بعض المناطق تعاني من آثار هذه الأعاصير.
- آخر هذه الأعاصير هو إعصار باتريسيا الذي ضرب السواحل المكسيكية، وصنّف على أنّه أقوى الأعاصير التي ضربت تلك المنطقة، حيث بلغت سرعة الرياح فيه 325 كم/ساعة وتمّ إجلاء أكثر من 50 ألف شخص بسبب قوته.