أسماء الصحابيات
فضل الصحابة
إنّ للصحابة -رضي الله عنهم- فضلاً كبيراً على الأمة، فهم الذين نقلوا سنة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهم خير أمةٍ أُخرجت للناس، وقد ثبت ذلك بتزكية الله -تعالى- لهم، وتزكية رسوله، حيث قال الله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)،[1] ومن الأدلة القرآنية على فضل الصحابة أيضاً قول الله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّـهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)،[2] حيث فسّر عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ المقصودين بهذه الآية أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن الأدلّة على فضل الصحابة -رضي الله عنهم- في السنة النبوية ما أوصى به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيدِه لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مدَّ أحدِهم، ولا نصيفَه)،[3] وقد فضّل النبي -عليه الصلاة والسلام- نفقتهم على غيرهم؛ لأنّهم أدّوها رغم ضيق حالهم، وفي سبيل نُصرة دينهم.[4]
أسماء الصحابيات
الصحابيات المجاهدات
ضربت الصحابيات أروع الأمثلة في الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى، حيث كان من صور جهادهن الثبات على الإسلام في مكّة، والصبر على العذاب والاضطهاد، وفَقْد الأزواج، والأبناء، والأخوة في سبيل الله تعالى، بل إنّ من الصحابيات من كانت تشارك في غزوات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيمرضن الجرحى، ويسقين العطشى، ويقمن بإعداد الطعام للمجاهدين، وفيما يأتي ذكر بعض الصحابيات المجاهدات:[5]
- أم عمارة الأنصارية: اسمها نسيبة بنت كعب، وهي صحابية من الأنصار كانت ممّن شهد بيعة العقبة الثانية برفقة أم منيع الأنصارية رضي الله عنها، حيث كانتا من ضمن خمسةٍ وسبعين رجلاً وامرأةً بايعوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في العقبة، وشهدت العديد من الغزوات مع رسول الله، فكانت تسعف الجرحى، وتُسقي العطشى، وفي غزوة أحد كانت وسط أولادها تدافع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالسيف، وأُصيبت يومها باثني عشر جرحاً، ما بين ضربة سيفٍ، وطعنة رمحٍ.
- أم سليم بنت ملحان: هي أم أنس بن مالك، خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كانت من المجاهدات في سبيل الله حيث شهدت مع النبي -عليه الصلاة والسلام- العديد من الغزوات، ولمّا طلب أبو طلحة الأنصاري الزواج منها، كان شرطها للقبول أن يكون مهرها إسلامه، فأسلم وتزوّجها.
- خديجة بنت خويلد: وهي زوجة النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ومن أمّهات المؤمنين، وقد جاهدت في سبيل تحقيق الدعوة الإسلامية بشتّى الصور، ومن ذلك إنفاقها مالها كلّه في سبيل الله تعالى، حيث وقفت إلى جانب الرسول محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- بجهدها ونفسها أيضاً، وكانت ممّن حُوصر مع النبي في شِعَب أبي طالب.
- بنات الرسول صلّى الله عليه وسلّم: فقد كانت فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية -رضي الله عنهنّ- من الصحابيات المجاهدات في سبيل نصرة الإسلام، وتحقيق الدعوة الإسلامية، وخاصةً مع أمهنّ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
- صحابيات أُخريات: إضافةً إلى الصحابيات اللاتي سبق ذكرهنّ، هناك الكثير من الصحابيات الأخريات اللاتي جاهدن بأنفسهنّ في سبيل إعلاء شأن الإسلام، ومنهنّ: سمية بنت خياط؛ التي كانت أول شهيدةٍ في الإسلام، وزنيرة الرومية؛ التي فقدت بصرها، ثمّ منّ الله عليها وأعاد لها بصرها، وجارية بني المؤمل، والنهدية وابنتها، وغيرهن الكثير ممّن صبرن على العذاب، واستشهدن بسبب ما تعرضّن له من الأذى في سبيل الله تعالى.
الصحابيات المهاجرات
كانت الهجرة إلى الحبشة، ثمّ إلى المدينة المنورة، نتيجةً لمّا تعرض له المسلمون من اضطهادٍ، وتعذيبٍ في مكة، حيث إنّهم حُرموا من أداء شعائرهم التعبدية، ومنعوا من حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وكان من ضمن المهاجرين عدد من الصحابيات الجليلات، وفيما يأتي ذكرهن:[6]
- رقية بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: التي هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى الحبشة، وعانت هناك من الوحشة والغربة، ولكنّ الله -تعالى- هيأ لهم النجاشي الذي استضافهم.
- أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية: هاجرت إلى الحبشة مع زوجها، وفي طريق عودتها كانت برفقة ابنها سلمة؛ لتلحق بزوجها الذي سبقهم في طريق الهجرة ،حيث لاقت الأذى من أهل زوجها الذين حاولوا أخذ ابنها منها، وبالفعل استطاعو التفريق بينها وبين ابنها، إلى أن منّ الله عليها، وجمع شملهم من جديد في المدينة المنورة.
- ريطة بنت الحارث بن جبيلة التيمية: وابنتاها عائشة بنت الحارث، وزينب بنت الحارث، وتوفيت وبناتها في طريق الهجرة إلى الحبشة.
- أم حبيبة بنت أبي سفيان: وهاجرت برفقتها ابنتها حبيبة إلى الحبشة.
- أم كلثوم بن عقبة بن أبي معيط: هاجرت وحيدةً من مكة إلى المدينة المنورة، بعد صلح الحديبية، فلحق بها أخويها الوليد وعمار، وطلبا من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يسلمها لهما، فلمّا كلمها النبي -عليه الصلاة والسلام- بالأمر استحلفته بألّا يرجعها لهم حتى لا يعذّبوها، ويفتنوها عن دينها، فأنزل الله -تعالى- في أم كلثوم، ومن جاء بعدها من المهاجرات آية الامتحان.
- صحابيات أُخريات: ومنهنّ رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة، وسودة بنت زمعة بن قيس، وعمرة بنت السعدي بن وقدان، وأم كلثوم بنت سهيل بن عمرو.
المراجع
- ↑ سورة الفتح، آية: 29.
- ↑ سورة النمل، آية: 59.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2540 ، صحيح.
- ↑ "فضائل الصحابة رضي الله عنهم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2018. بتصرّف.
- ↑ "الصحابيات المجاهدات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2018. بتصرّف.
- ↑ "الصحابيات المهاجرات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-11-2018. بتصرّف.