-

عدد الرسل وأسماؤهم بالترتيب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرُسل عليهم السلام

يُعرّف الرسول لغةً على أنه المرسل والمبلغ عن الله تعالى،[1] والإرسال لغةً يعني التوجيه، كما في قول الله -تعالى- على لسان ملكة سبأ: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)،[2] أما اصطلاحاً فيُعرّف الرسول على أنه المبعوث من الله -تعالى- برسالة معينة مكلف بتبليغها وحملها ومتابعتها،[3] ومن الجدير بالذكر أن الإيمان بالرسل -عليهم السلام- يتحقق من خلال التصديق الجازم بأن الله -تعالى- بعث في كل أمة رسولاً يدعوهم لعبادة الله وحده، ويحذرهم من الشرك في عبادته سبحانه، وأن الرسل جميعاً صادقون وقد بلغوا الرسالة من غير زيادة ولا نقصان، وقد ذكر الله -تعالى- أسماء بعض الرسل في القرآن الكريم، واستأثر بأسماء بعضهم الآخر في علم الغيب عنده.[4][5]

وتجدر الإشارة إلى أن الرسل -عليهم السلام- رجال من البشر اصطفاهم الله -تعالى- من بين الخلق، وأكرمهم بالنبوة والرسالة، وأيّدهم بالمعجزات، مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)،[6] وقد بيّن الله -تعالى- أن الرسل بشر ينامون، ويأكلون، وينسون، ويمرضون، ويموتون، بالإضافة إلى أنهم لا يملكون أي خاصية من خصائص الألوهية أو الربوبية، فهم لا يعلمون الغيب، ولا يملكون نفعاً ولا ضراً لأحد من الخلق إلا بإذن الله عز وجل، مصداقاً لقول الله -تعالى- لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).[5]

عدد الرُسل وأسماؤهم بالترتيب

بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدد الرسل في الحديث الذي رُوي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، حيث قال: (يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ جمًّا غفيرًا)،[7] وقد ورد ذكر خمسة وعشرين نبياً ورسولاً في القرآن الكريم، ثمانية عشر منهم في سورة الأنعام، حيث قال تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ* وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ* وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ)،[8] بينما ورد ذكر محمد، وذو الكفل، وآدم، وصالح، وإدريس، وشعيب، وهود -عليهم الصلاة والسلام- في مواضع متفرقة من القرآن الكريم.[9]

ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم لم يشتمل على ذكر جميع الأنبياء والرسل، حيث إن الله -تعالى- ذكر عددا منهم ولم يذكر جماعة أخرى، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[10] وفيما يأتي ذكر أسماء الرسل الذين ذُكروا في السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم بالترتيب:[11]

  • آدم عليه السلام: فهو أول الأنبياء والمرسلين وأبو البشر جميعاً.
  • شيث عليه السلام: حيث قال أهل العلم بأن شيث بن آدم -عليه السلام- بُعث بعد أبيه، وذكر ابن كثير -رحمه الله- أن شيث تولى أمر النبوة بعد وفاة أبيه آدم عليه السلام، وقد كان نبياً مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أُنزِل على شِيثَ خمسونَ صحيفةً).[12]
  • إدريس عليه السلام: اختلف أهل العلم في النبي الذي جاء بعد شيث بن آدم عليهما السلام، حيث قال بعضهم أنه إدريس عليه السلام، وقال بعضهم الآخر أنه نوح عليه السلام، ورجّح ابن كثير -رحمه الله- أن إدريس أول من أعطي النبوة بعد شيث بن آدم عليهما السلام.
  • نوح عليه السلام: قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ).[13]
  • هود عليه السلام: فقد ذكر الله -تعالى- في كتابه الحكيم أن قوم عاد وهم قبيلة هود -عليه السلام- كانوا خلفاً لقوم نوح.
  • صالح عليه السلام: فقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على أن قوم ثمود وهم قبيلة صالح -عليه السلام- كانوا خلفاً لقوم عاد.
  • إبراهيم ولوط عليهما السلام: ودل على أن إبراهيم جاء بعد صالح عليهما السلام، قول الله تعالى: (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ)،[14] ومن الجدير بالذكر أن لوط -عليه السلام- قد عاصر نبي الله إبراهيم عليه السلام.
  • شعيب عليه السلام: حيث قال أهل العلم أن شعيب كان بعد لوط -عليهما السلام- بفترة زمنية بسيطة.
  • إسماعيل وإسحاق عليهما السلام: وهما ولدا إبراهيم عليه السلام.
  • يعقوب عليه السلام: وهو ابن إسحاق عليه السلام.
  • يوسف عليه السلام: وهو ابن يعقوب عليه السلام.
  • أيوب عليه السلام: وقد جاء بعد يوسف عليه السلام، فقد ذكر ابن كثير أنه من سلالة العيص بن إسحاق، وقيل أن زوجته اسمها رحمة بنت أفرائيم بن يوسف بن يعقوب.
  • ذو الكفل عليه السلام: وقيل إنه ابن أيوب عليه السلام.
  • يونس عليه السلام: لم يحدد أهل العلم الفترة الزمنية التي عاش فيها يونس -عليه الصلاة والسلام- بالتحديد، ولكنهم قالوا بأنه كان قبل موسى عليه السلام؛ لأن الله -تعالى- استثنى قومه من العذاب العام، وبعد بعثة موسى شرع الجهاد في سبيل الله ورُفع العذاب العام.
  • موسى وأخوه هارون عليهما السلام: وقد عاصرهم الخضر.
  • يوشع بن نون عليه السلام: وهو فتى موسى عليه السلام.
  • إلياس واليسع عليهما السلام: وقد بُعث اليسع بعد إلياس عليه السلام، وثبتت نبوتهما بنص القرآن الكريم.
  • داود عليه السلام: حيث عاصر نبيا ذُكر في القرآن اختلف العلماء في اسمه.
  • سليمان عليه السلام: حيث ورث الملك والنبوة عن والده داود عليه السلام.
  • زكريا وابنه يحيى ثم عيسى عليهم السلام: قال تعالى: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ).[15]
  • محمد صلى الله عليه وسلم: وهو خاتم الأنبياء والرسل.

خصائص الرسل عليهم السلام

اصطفى الله -تعالى- الرسل من صفوة خلقه، وفضّلهم بالعديد من الخصائص، وفيما يأتي بيان بعض هذه الخصائص:[16]

  • الوحي: فقد ميّز الله -تعالى- دعوة الرسل عن باقي البشر بأنها مؤيدة بالوحي من عنده عز وجل.
  • العصمة: فقد عصم الله -تعالى- الأنبياء والرسل عن الخطأ قبل بعثتهم وبعدها، كما قال القاضي عياض: "أجمع المسلمون على عصمة الأنبياء من الفواحش، والكبائر، والموبقات".
  • عدم التوريث: من خصائص الأنبياء والرسل -عليهم السلام- أن ما تركوه بعد وفاتهم من أموال لا يورّث إلى أقاربهم، وإنما يصبح صدقة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّا مَعشَرَ الأنبياءِ لا نُورَثُ، ما ترَكتُ بَعدَ مَؤونةِ عامِلي، ونَفَقةِ نِسائي، صَدَقةٌ).[17]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى الرسول في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-3-2019. بتصرّف.
  2. ↑ سورة النمل، آية: 35.
  3. ↑ " تعريف الرسول"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-3-2019. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأعراف، آية: 188.
  5. ^ أ ب " الإيمان بالرسل"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-3-2019. بتصرّف.
  6. ↑ سورة النحل، آية: 43.
  7. ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 5669، صحيح.
  8. ↑ سورة الأنعام، آية: 83-86.
  9. ↑ "عدد الأنبياء والرسل"، www.fatwa.islamweb.net، 2001-8-1 م، اطّلع عليه بتاريخ 6-3-2019. بتصرّف.
  10. ↑ سورة غافر، آية: 78.
  11. ↑ "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، www.islamqa.info، 2017-09-28، اطّلع عليه بتاريخ 6-3-2019. بتصرّف.
  12. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر، الصفحة أو الرقم: 361، أخرجه في صحيحه.
  13. ↑ سورة الأنعام، آية: 84.
  14. ↑ سورة التوبة، آية: 70.
  15. ↑ سورة الأنعام، آية: 85.
  16. ↑ د. أمين بن عبد الله الشقاوي (21-10-2017)، "من خصائص الأنبياء عليهم السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-3-2019. بتصرّف.
  17. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9972، إسناده صحيح على شرط الشيخين.