-

عدد الرسل الذين ذكروا في القرآن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الإيمان بالرسل

يُعدّ الإيمان بالرّسل من أركان العقيدة الصحيحة التي يجب أن تستقر في نفس المؤمن بالله تعالى، وتطمئنّ له، ويٌقصد بالإيمان بالرسل: التصديق الجازم بأنّ الله تعالى بعث في كلّ أمةٍ رسولاً يدعوهم إلى عبادة الله وحده، والكفر بما يُعبد من دونه، وأنّهم جميعاً مرسلون صادقون، قد بلغوا جميع ما أرسلهم الله به، منهم من أخبر الله باسمه، ومنهم من استأثر الله بعلمه، ولقد أوجب الله -عزّ وجلّ- على عباده المؤمنين الإيمان برسله، ولا يعدّ الإنسان مؤمناً ولا مسلماً إلّا إذا آمن وصدّق أنّ الله -عزّ وجلّ- أرسل من البشر رسلاً وأنبياءً إلى أقوامهم، يبلّغونهم شرع ربّهم، ويبشّرونهم بفضله، ورحمته، ويخوّفونهم عذابه.[1]

ولقد ذكر الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم العديد من الآيات القرآنية الدالة على إرسال رُسُلاً وأنبياءً يبلّغون الناس دينهم، وأوامر ربّهم، حيث قال الله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،[2] وقال الله تعالى أيضاً: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[3] وهناك أحاديثٌ شريفةٌ تؤكّد أنّ تمام الإيمان يكون بالإيمان بالرّسل كما في الحديث الذي جاء به جبريل للنبيّ -عليه السلام- على هيئة رجلٍ، فكان من أركان الإيمان التي ذكرها له؛ الإيمان بالرسل عليهم الصلاة السلام، وتبدو أهميّة الإيمان بالرسل جليّةً إذا استيقن الإنسان أنّه لا يمكن للبشر أن يصلوا إلى الحقّ في معرفة وإدراك مفهومي الألوهيّة والعبودية إلّا عن طريق الرسل المرسلين من عند الله عزّ وجلّ.[1]

عدد الرسل الذين ذكروا في القرآن

يرى المسلمون أنّ القرآن الكريم والسنّة الشريفة من أهم مصادر التاريخ وأوثقها، وبالنظر إلى عدد الرسل والأنبياء على مدار التاريخ، فقد ورد في القرآن الكريم ذكرُ خمسةٍ وعشرين نبيّاً ورسولاً، وهم: آدم، وإدريس، ونوح، وإبراهيم، وصالح، وهود، ولوط، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، ويوسف، وأيوب، وموسى، وهارون، وشعيب، وداود، وإلياس، وسليمان، واليسع، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وذو الكفل عند كثيرٍ من المفسّرين، ومحمدٌ عليهم الصلاة والسلام جميعاً، ومن الآيات الكريمة التي ضمّت ذكر عددٍ كبيرٍ من الأنبياء، قول الله عزّ وجلّ: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ).[4][5]

وصحيحٌ أنّ القرآن الكريم أورد ذكر خمساً وعشرين نبياً ورسولاً، إلّا أنّ حصر أعداد الانبياء كلّهم شيءٌ صعبٌ جداً، وذلك لسببين اثنين، أولهما: أنّ الله -عزّ وجلّ- لم يعرّف نبيه الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- على كلّ أنبيائه ورسله، فقد قال الله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا*وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،[6] والثاني: أنّ هناك أحاديثاً عديدةً وردت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في ذلك، بعضها مختلفٌ عن الآخر، كما أنّ درجات صحّة الأحاديث تعدّدت، وإن كان بعض المحدّثين المتأخرين كالألباني -رحمه الله- حسّن بعضها، إلّا أنّ العلماء يرون أنّها أقرب للضعف من الصّحة؛ لذلك يصعب الأخذ بأحدها على وجه العلم اليقين في هذا الصدد، غير أنّ من أشهر ما ورد من الأحاديث عن عدد الأنبياء والرسل لم يثبت.[5][7]

اختلاف العلماء في أسماءٍ وردت في القرآن

هناك أسماءٌ أخرى وردت في القرآن الكريم والسنة الشريفة لأهل صلاحٍ وخيرٍ، اختلف العلماء بين أن يكونوا رجالاً صالحين، أم أنبياءً مرسلين، فيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الشخصيّات:[7]

  • الخضر: وهو الرجل المذكور في قصّةٍ في سورة الكهف، فمن العلماء من يرجّح أنّه نبيٌّ، ويستدلّ بذلك أنّه قال: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)،[8] ويقول الله عزّ وجلّ: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)،[9] فقيل: إنّ هذه الرحمة هي رحمة النبوة، وهذا العلم هو علمٌ مُوحى من الله سبحانه عن طريق وحي.
  • ذو القرنين وتبّع: وهذان الرجلان قال فيهما النبي -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأحاديث، يُذكر منها: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيّاً كان أم لا؟ وما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيّاً كانَ أم لا)،[10] ولذلك كان من الخير ترك الحديث في هذا السياق.
  • شيث: وهو مذكورٌ فيه حديثٌ ورد في صحيح ابن حبّان، أنّه قد نزلت عليه خمسون صحيفةً.
  • يوشع بن نون: وهو فتى موسى عليه السلام، الذي فُتحت على يديه بيت المقدس مع بني إسرائيل بعد تيههم في الأرض، وفي حديثٍ عن النبي -عليه السلام- يتكلّم أوله عن نبيٍ من أنبياء الله تعالى، ثمّ يذكر النبي عليه السلام: (إنَّ الشَّمسَ لم تُحبَسْ على بشرٍ إلَّا ليُوشعَ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)،[11] ففُهم من جمع الحديثين أنّ يوشع بن نون هو نبيّ الله الذي حُبست لغايته الشمس.

المراجع

  1. ^ أ ب "من أركان العقيدة .. الإيمان بالرسل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-8. بتصرّف.
  2. ↑ سورة النساء، آية: 136.
  3. ↑ سورة آل عمران، آية: 84.
  4. ↑ سورة الأنعام، آية: 83-86.
  5. ^ أ ب "عدد الرسل والأنبياء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-8. بتصرّف.
  6. ↑ سورة النساء، آية:163-164.
  7. ^ أ ب "عدد الأنبياء والرسل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-8. بتصرّف.
  8. ↑ سورة الكهف، آية: 82.
  9. ↑ سورة الكهف، آية: 65.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524 ، صحيح.
  11. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 202 ، صحيح.