-

عدد بحور الشعر العربي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

علم العروض

يُعرف العربُ بعلمهم الواسع بلغتهم الأم، كما أن الأعراب الذين يعيشون في البادية عُرفوا بفصاحةِ ألسنتهم في الكلام والشِّعر، ولذلك كان العرب قديماً يُرسلون أبناءهم لبادية الأعراب لتعلُّم الفصاحة في النَّثرِ والشِّعر، ولكنَّ الشِّعر كانت له مكانة مميَّزةٌ لدرجةِ أن الشَّاعر كان يستطيع أن يُشعل الحرب ببيتٍ واحدٍ من الشِّعر، أو أن يرفع قَدْر قبيلةٍ إلى السماء أو أن يَحُطَّ من قَدْرِ قبيلةٍ أخرى إلى أسفل الأرض، وذلك ببيتٍ شعريٍّ واحدٍ، ولذلك اهتم أهل اللُّغة بالشعر كثيراً، ومن العلوم التي تخدم الشعر علم العروض.

فعِلم العروض هو ذلك العِلم الذي نشأ من أجل دراسة وزن الأبيات الشِّعرية، وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد صنّف 15 بحراً شعرياً، ثم جاء من بعده الأخفش الذي وجد أن بحراً ما زال ناقصاً وهو بحر (المتدارك) مستدركاً ما فات أستاذه الفراهيدي.

بحور الشعر العربي

البحر الشِّعري: هو عبارةٌ عن نغمات موسيقية تعطي وزناً منسَّقاً للأبيات الشِّعرية، وقد سُمِّي بهذا الاسم لقدرة كلِّ بحرٍ على استيعاب عدد لا متناهٍ من الأبيات الشِّعرية.

جمع أبو الطَّاهر البيضاوي أسماء بحور الشِّعر في بيتين وهما:

وسنذكر هنا البحور الأساسية التي يتَّبعها العرب كميزانٍ لأشعارهم، وسنذكر مفتاح كل بحرٍ.

بحر الطويل

يُستعمل البحر الطويل على شكله التَّام، ويوجب أهل الشِّعر هذا الأمر في هذا البحر، وقد سُمِّي هذا البحر بهذا الاسم لأنه طويلٌ بتمام مقاطعه وأجزائه، حيث إن الشعراء لا يستعملونه مشطوراً، أو مجزوءاً، أو منهوكاً، كما أنه في حالة الترصيع يبلغ عدد حروفه ثمانية وأربعين حرفاً، وأما عروض البحر الطويل فيأتي على نوعٍ واحدٍ وهو (المقبوض)، وأما ضربه فيأتي على ثلاثة أنواع وهي: الصحيح، والمقبوض، والمحذوف.

طَويلٌ لَهُ دُونَ البُحورِ فضائل ** فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِلُ

بحر المديد

يندر استعمال هذا البحر مشطوراً، ولكن يُوجب أهل الشعر استعماله مجزوءاً، وقد سمِّي بهذا الاسم لأن أجزاءه السُّباعية امتدَّت فيها الأسباب، فأصبح أحدها في آخر الجزء، والآخر في أوَّله، كما أن عروضه تأتي على ثلاثة أنواعٍ إن كان مجزوءاً وهي: عروضٌ محذوفة، وصحيحة، ومحذوفة مخبونة، وأما إن كان مشطوراً فعروضه تأتي فقط صحيحة.

لِمَدِيدِ الشِّعْر عِنْدي صِفاتُ ** فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلاتُ

البحر البسيط

يمكن استعمال البحر البسيط تاماً أو مجزوءاً، سُمِّي هذا البحر بالبسيط لانبساط أسبابه وتواليها في مستهلِّ تفعيلاته السُّباعية وانبساط حركاته في ضربه وعروضه إذا ما تمَّ خبنها، غير أن هذا البحر إذا كان تاماً فإن عروضه تأتي صحيحة أو مخبونة، وأما إذا كان مجزوءاً فإن عروضه تأتي صحيحة، أو مقطوعة، أو مخبونةٌ مقطوعة.

إِنَّ الْبَسِيْط لَدَيهِ يُبْسَطُ الأَملُ ** مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُ

البحر الوافر

حال البحر الوافر كالبحر البسيط في استعمالاته، فهو يُستعمل تاماً أو مجزوءاً، وقد سُمِّي لوفور حركاته أو أوتاد تفعيلاته، وأما أنواع عروضه فهي مقطوفةٌ وصحيحة في كلا الاستعمالين، إن كان استعمل تاماً، أو مجزوءاً.

بُحُورُ الشِّعْرِ وَافِرُهَا جَمِيْلُ ** مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ فَعُوْلُ

البحر الكامل

يمكن استعمال البحر الكامل مجزءاً وتامًّا، وقد سمِّي بالكامل لعدَّة أسباب، منها ما يقول لأنه يحتوي على أكبر عددٍ من الأضرب والتي تصل إلى تسعة أضرب، وقيل بسبب احتوائه على ثلاثين حركة، حيث إنه ليس في بحور الشِّعر من يملك هذا العدد، وأما عروضه إن كان تامًّا فهي على نوعين، تامَّةٌ صحيحة، وتامَّةٌ حذاء، وأما إن كان كان مجزوءاً فيأتي على نوعٍ واحدٍ وهو المجزوء الصَّحيح.

كَمَلَ الْجَمَالَ مِنَ الْبُحُوْرِ الكامِلُ ** مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُ

البحر الهزج

يُستعمل هذا البحر مجزوءاً على وجه الوجوب، وقد سُمِّي بهذا الاسم لأن العرب تغنِّي به، حيث إن الهزج شكلٌ من أشكال الغناء، كما أن لعروض هذا البحر نوعاً واحداً وهو (الصَّحيح).

عَلَى الأهْزَاجِ تَسْهِيْلُ ** مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُ

البحر الرجز

يُستمعل هذا البحر بالشَّكل المجزوء، والتام، والمشطور، والمنهوك، وقد سمِّي بهذا الاسم لعدَّة أسباب، فقد قيل بسبب قلَّة حروفه وتقارب أجزائه، وقيل بسبب إمكانية أخذ حرفين أو حذفهما من كلِّ تفعيلةٍ من تفعيلاته، وهناك أسبابٌ أخرى كثيرة ولكن هذه أهمُّها، كما أن أنواع عروض هذا البحر تأتي كلُّها صحيحة في جميع استعمالاته.

فِيْ أَبْحُرِ الأرْجازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُ

البحر الرمل

يُستعمل هذا البحر مجزوءاً أو تامًّا، وقد سُمِّي بهذا الاسم لأن تفعيلته تكون متتابعة (فاعلاتن) فهي سريعة النُّطق، وحيث إن الرمل في اللغة العربية يعني الهرولة، غير أن آخرين أعزوا السَّبب لأنه يكون مضموماً لبعضه البعض كما هو رمل الحصير، وأما عروضه فهي نوعٌ واحدٌ لكلِّ شكلٍ من أشكال الاستعمال، فإن كان استعماله تامًّا فهو يأتي فقط محذوفاً، وأما إن كان استعماله مجزوءاً فإنه يأتي فقط صحيحاً.

رَمَلُ الأبْحُرِ يَرْوِيْهِ الثِّقَاتُ ** فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلاتُ

البحر السريع

يُستعمل هذا البحر تامًّا ومشطوراً، ويعود سبب تسميته بالسَّريع لأنه يمكن نطق أبياته بسرعة، وذلك بسبب أن الأسباب الخفيفة التي به كثيرة، والأوتاد تكون أبطأ بالنُّطق من الأسباب، كما أنه لو تمَّ استخدام البحر السَّريع تامًّا فعندها سيكون لعروضه نوعان، وهما المطوية المكشوفة، والمخبولة المكشوفة، وأما إذا استعمل مشطوراً فإن لعروضه نوعٌ واحد وهو المشطورةُ الموقوفة.

بَحْرٌ سَرِيْعٌ مَا لَهُ سَاْحِلُ ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعلُ

البحر المنسرح

يُستعمل هذا البحر تامًّا ومنهوكاً، وقد سُمِّي بهذا الاسم لانسراحه، ولأنه سهل النُّطق على اللِّسان، وأما عروضه فهي تكون صحيحة إذا استعمل هذا البحر تامًّا، وتكون منهوكةٌ موقوفةٌ، أو منهوكةٌ مكشوفةٌ إذا استعمل منهوكاً.

مُنْسَرِحٌ فِيْهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ ** مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُوْلاتُ مُسْتَفْعِلُ

البحر الخفيف

يُستعمل هذا البحر تامًّا ومجزوءاً، وقد سُمِّي بهذا الاسم لأنَّ حاله كحال البحر السَّريع، فالأسباب الخفيفة التي فيه كثيرة، كما أن أنواع عروضه تكون صحيحة، ومحذوفة إذا استعمل هذا البحر تامًّا، وأما إذا استعمل مجزوءاً فإن أنواع عروضه تكون على شكلٍ واحد، وهي الصحيحة.

يَا خفيفا خَفَّتْ بِهِ الْحَرَكَاتُ ** فَاْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلاتُ

البحر المضارع

يُستعمل هذا البحر فقط مجزوءاً لا شيء آخر، وقد تعدَّدت الآراء حول تسميته، ولكن الخليل الذي وضع هذه البحور قال: "سُمِّي بذلك لمضارعته، أي لمماثلته بالبحر الحفيف، وذلك لأن أحد جزأيه مجموع الوتد، والآخر مفروق الوتد، وأما عروضه فهي تأتي فقط صحيحة.

تُعَدُّ الْمُضَارِعَاتُ ** مَفَاْعِيْلُنْ فَاْعِلاتُ

البحر المقتضب

وهذا البحر لا يُستعمل إلا مجزوءاً، ولكنَّ سبب تسميته بهذا الاسم يعود إلى اقتضابه، أي اقتطاعه من البحر المنسرح، وذلك بحذف تفعليته الأولى، وأما عروضه فهي تأتي فقط مطوية.

اِقْتَضِبْ كَمَا سَأَلُوْا ** مَفْعُوْلاتُ مُسْتَفْعِلُ

البحر المجتث

وهذا البحر أيضاً لا يستخدم إلا مجزوءاً، وقد سُمِّي بهذا الاسم لأنه تمَّ اجتثاثه أو اقتطاعه من البحر الخفيف، وذلك بإسقاط تفعيلته الأولى، كما أن عروضه لا تأتي إلا صحيحة.

إِنْ جُثَّتِ الْحَرَكَاتُ ** مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلاتُ

البحر المتقارب

يُستعمل هذا البحر مجزوءاً وتامًّا، وقد سُمِّي بهذا الاسم لأن أسبابه قريبةٌ من أوتاده، والعكس صحيح أيضاً، وقيل إن السَّبب في أجزائه التي كلُّها خماسية، وتقاربها، وتماثلها، وأما عروضه فهي تكون صحيحة النَّوع إذا استعمل تامًّا، وتكون محذوفة النَّوع إذا استعمل مجزوءاً.

عَنِ الْمُتَقَارَبِ قاَلَ الْخَلِيْلُ ** فَعُوْلُنْ فَعُوْلُنْ فَعُوْلُنْ فَعُوْلُ

البحر المتدارك

يُستعمل هذا البحر تامًّا ومجزوءاً، وقد سُمِّي بهذا الاسم لأن الأخفش تدارك هذا البحر الذي غفل عنه الفراهيدي، كما أن له أسماء كثيرة يُطلقها عليه الشُّعراء، منها المُحدَث، والمُختَرَع، والمتَّسق، والشَّقيق، وأما عروضه فتكون فقط صحيحة النَّوع إذا استعمل في كلتا الحالتين، تامًّا أو مجزوءاً.

حَرَكَاتُ الْمُحْدَثِ تَنْتَقِلُ ** فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُ

البحور الشعرية حسب عدد تفعيلاتها

  • بحور شعرية تتكون من أربع تفعيلات بكل شطر: البسيط، والطَّوِيْل، والمتدارك، والمتقارب.
  • بحور شعرية تتكون من ثلاث تفعيلات بكل شطر: الرجز، والمديد، والكامل، والوافر، والرمل، والسريع، والخفيف، والمنسرح.
  • بحور شعرية تتكون من تفعيلتين بكل شطر: الهزج، والمضارع، والمقتضب، والمجتث.