عدد أحاديث صحيح البخاري
صحيح البخاريّ
يُعتبرُ صحيح البخاري من أهمّ الكتب التي ألّفت في مجال تدوين الحديث النّبوي الشّريف، وهو من أهمّ كتب التّراث الإسلاميّ التي ظلّت تشكّلُ مرجعاً هامّاً للعلماء والمفسّرين والفقهاء، ولقد اعْتُبرَ هذا الكتاب العظيم أصحّ كتابٍ من حيث التثبّت في الرّواية بعد كتاب الله القرآن الكريم.
اعتمد مؤلّفُه في تجميع أحاديثه وتدوينها على منهجٍ محكمٍ مبنيّ على معاييرَ وأسسٍ علميّة ضمنتْ لهذا الكتاب العظيم أن يتبوّأ مكانته في المكتبة الإسلاميّة كأهمّ كتابٍ اختُصّ بجمع الأحاديث النّبويّة الصّحيحة. سنتحدّث في هذا المقال عن مؤلّف هذا الكتاب الجامع، ومناسبة تصنيفِه له، ومنهجه في جميع الأحاديث، وعدد الأحاديث النّبويّة الشّريفة التي جمعَها.
مولد البخاريّ
وُلد مصنّف كتاب الجامع المسند الصّحيح الإمام محمّد بن إسماعيل البخاريّ في مدينة بخارى سنة 194 للهجرة، وقد نشأ محبّاً للعلم والحديث الشّريف منذ صغره، ويحكي الإمام البخاري عن مناسبة جمعه لأحاديث هذا الكتاب حينما كان في مجلس إسحق بن راهويه، وطُرحت فكرة جمع الأحاديث الصّحيحة التي صحّت عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-، فوقعت تلك الفكرة في قلب الإمام البخاريّ، حيث بدأ رحلته بعد ذلك في جمع الحديث الشّريف الصّحيح.
عدد أحاديث الجامع الصحيح
أمّا عدد أحاديث الجامع الصّحيح فقد اختلف فيها، حيثُ قيل إنّها بلغت سبعة آلاف ومئتين وخمساً وسبعين حديثاً، وإذا استبعدنا المكرّر منها بلغت أربعة آلاف حديثٍ، وهذا القول هو قول ابن الصّلاح والنّوويّ، وقال ابن حجر العسقلانيّ إنّها بلغت سبعة آلاف وثلاثمئة وسبعة وتسعين حديثًا سوى المعلّقات والمتابعات، وأنّ الخالص منها ألفان وستمائة وحديثيْن، وعدد أحاديثه بالمجمل تسعةُ آلاف واثنين وثمانين .
منهج الإمام البخاري في تصنيف الصحيح
كان منهج الإمام البخاري غايةً في التّثبّت في جمع الأحاديث الصّحيحة، فقد كان يقطع آلاف الأميال من أجل الاستماع إلى رواة الحديث الواحد، كما حرص على تبيّن أحوال الرّجال الرّواة حيث وضع أسس علم الجرح والتّعديل، ولقد أمضى الإمام البخاري ما يقارب ستَّ عشرة سنة وهو يجمع أحاديث هذا الكتاب العظيم، وقد كان منهجُه بعد التّثبّت من صحّة الأحاديث أن يصلّي قبل وضع أيّ حديثٍ، منها صلاة الاستخارة، ثمّ إذا اطمأن إليه وضعَه في مسنده.
قيل إنّ عددَ الذين سمعوا هذا المسند الصّحيح وتلقّوه عن الإمام البخاري ما يقاربُ سبعين ألف من المسلمين، ولقد عرضه على شيوخه، ومنهم: عليّ بن المديني ويَحيى بن معين، وأحمد بن حنبل فاستحسنوه غايةَ الاستحسان، ولقد رتّب الإمام البخاريّ أحاديث الجامع الصّحيح بحسب موضوعاتها، وجعلها أبواباً منها ما يختصّ بالعقيدة، ومنها ما يختصّ بالفقه والأخلاق وغير ذلك، وقد ورد في الكتاب شروحاتٌ وأحاديثُ موقوفة أو معلّقة سمّيت بالتّراجم تبيّن فقه هذا العالم الجليل، وكما قيل فقه الإمام البخاري في تراجمه.