عدد السور المكية والمدنية في القرآن الكريم طب 21 الشاملة

عدد السور المكية والمدنية في القرآن الكريم طب 21 الشاملة

القرآن الكريم

هو كلام الله -تعالى- المُنزّل على قلب محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، المُتعبّد بتلاوته، والمُعجز بآياته، فقد تحدّى الله -تعالى- الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثله، حيث قال تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)،[1] فقد بيّن الله -تعالى- عجزهم عن الإتيان ولو بآيةٍ من مثل القرآن، وقد حفظه الله -تعالى- من النّقص، والزّيادة، والتّحريف، والضّياع، فقال عزّ وجلّ: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،[2] وختم به الله تعالى الكتب السماوية، وجعله مهيمناً عليها، مصداقاً لقوله عزّ وجلّ: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)،[3] حيث نسخ به الكتب السّماوية جميعها، ومن خصائص القرآن الكريم جماله وبلاغته، وعِظم أسلوبه، بالإضافة إلى سهولة قراءته وحفظه، وعدم الملل من تكراره.[4]

والقرآن الكريم قد نزل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مفرّقاً، ولم ينزل دفعةً واحدةً، ومن المعلوم أنّ النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قد أقام في مكّة المكرّمة ما يقارب الثّلاثة عشر عاماً، ثمّ هاجر إلى المدينة المنوّرة، وأقام فيها عشر سنينٍ تقريباً، فتكون مدّة الرّسالة ثلاثة وعشرين سنةً، وبناءً على ذلك فإنّ بعض سور القرآن الكريم نزلت في مكّة المكرّمة، وبعضها نزل في المدينة المنورة، حيث قسّم العلماء آيات القرآن الكريم وسوَره إلى مكّيّة ومدنيّة، وأطلقوا على هذا الباب اسم أنساب النّزول.[5]

عدد السّور المكيّة والمدنيّة في القرآن الكريم

تعدّ مسألة تصنيف سور القرآن الكريم إلى مكّيّة ومدنيّة من المسائل الاجتهادية، حيث يُعتمد في تصنيفها على نقل السلف الصالح رحمهم الله، ولا تُعدّ من المسائل التّوقيفيّة عن الله -تعالى- أو رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ولذلك فمنها ما هو متّفقٌ عليه، ومنها ما هو مُختلفٌ فيه.

وقد ذكرالإمام السّيوطي -رحمه الله- في كتابه الإتقان العديد من الأقوال في عدد سور القرآن الكريم المدنيّة والمكّيّة، وفي الحقيقة إنّ أدقّ الأقوال ما نقله عن الإمام أبي الحسن الحصّار في كتابه النّاسخ والمنسوخ، حيث بيّن أن عدد السّور المدنيّة المتّفق عليها عشرون سورة، وهي: (البقرة، والأنفال، والتّوبة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، ومحمد، والفتح، والحجرات، والمجادلة، والجمعة، والمنافقون، والطّلاق، والتّحريم، والنّصر، والممتحنة، والحشر، والحديد، والنّور، والأحزاب)، بينما اختلف أهل العلم في تحديد نزول اثنتا عشرة سورةٍ من كتاب الله، حيث قال بعضهم أنها نزلت في المدينة، وقال البعض الآخر أنها نزلت في مكّة المكرّمة، وهي: (المعوّذتين، والإخلاص، والزّلزلة، والبيّنة، والقدر، والمطفّفين، والتّغابن، والصّف، والرّحمن، والرّعد، والفاتحة)، وأجمعوا على أنّ ما تبقّى من السّور مكيّة، ويبلغ عددها اثنين وثمانين سورةً.[5]

خصائص السّور والآيات المكيّة والمدنيّة

تكمن أهميّة دراسة المكّي والمدني من سُور القرآن الكريم في تحديد الناسخ والمنسوخ من الأحكام، إذ يستحيل على الفقيه الوصول إلى الحكم النّهائي للمسألة من غير معرفة النّاسخ والمنسوخ، بالإضافة إلى أنّ معرفة السّور المكّيّة والمدنيّة يساعد على فهم دعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- التي بدأت بالبعثة، وانتهت بوفاته عليه الصّلاة والسّلام، ومرّت بالمرحلة المكّيّة والمرحلة المدنيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلماء قد صنّفوا السّور المكّيّة والمدنيّة من خلال نقل الصّحابة رضي الله عنهم، بالإضافة إلى عددٍ من الضّوابط والقرائن التي توصّلوا إليها عن طريق استقراء الآيات، ومن الأمثلة على هذه الضّوابط أسلوب الخطاب، وطبيعة المخاطَب.[6]

خصائص السّور والآيات المكيّة

تتميّز السور المكية بالعديد من الخصائص من حيث الأسلوب والمواضيع، وفيما يأتي بيان بعض خصائصها:[6]

خصائص السّور والآيات المدنيّة

نزلت الآيات المدنيّة في المدينة المنوّرة، حيث أصبح للمسلمين مجتمع إسلامي يواجه تحدّيات خارجيّة تستهدف كيانه ووجوده، وتتمثّل في المنافقين، واليهود، والمشركين، وتحديات داخليّة تستهدف تنظيم الشؤون الدّاخلية على أسسٍ ثابتةٍ توفّق بين مبادئ الإسلام وواقع المجتمع الإسلامي،[6] ويمكن بيان بعض خصائص السّور المدنيّة فيما يأتي:[7]

المراجع

  1. ↑ سورة الإسراء، آية: 88.
  2. ↑ سورة الحجر، آية: 9.
  3. ↑ سورة المائدة، آية: 48.
  4. ↑ علي بن عبدالعزيز الراجحي، "خصائص القرآن الكريم وحقوقه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب صلاح بن سمير محمد مفتاح (31/8/2017)، "إرشاد الذّكي لمعرفة المكّي والمدني من سور القرآن الكريم "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت " المكي والمدني من القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2019. بتصرّف.
  7. ↑ " المدخل إلى علوم القرآن الكريم"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2019. بتصرّف.
  8. ↑ سورة البقرة، آية: 278،279.