ذكرَ الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز العديدَ من القَصَصِ المُتعلِّقة بالأقوام السابقة ورُسُلهم، وفَصَّل بعضها من باب الاعتبار بحالهم ومآلهم، وأورد أسماءَ بعضِ الأنبياءِ وأخفى عنّا بعضها استناداً لقوله عزَّ وجلَّ: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ). {سورة غافر: 78}، فهناك خمسٌ وعشرون اسماً من أسماءِ الأنبياء الَّذين ذُكِروا في القرآن الكريم باتفاق أهل العلم، وَرَدَ منهم ثمانية عشر اسماً في موضعٍ واحدٍ من سورة الأنعام.
إنّ الحفاظ على المتانة في الأسلوب، والبلاغة في التعبير أمْرٌ ينفرد به القرآن الكريم عن سواه، فقمّة الإعجاز أن تَرِدَ قصصُ الأنبياء عليهم السلام بِمعنىً واحدٍ وبعباراتٍ مختلفةٍ في عدد لا بأس به من الآيات القرآنية، وهذا دليلٌ على ربوبيةِ وألوهيةِ ووحدانيةِ الله عزَّ وجلّ، ولعلّ من أهم مقاصد التكرار لقصص الأنبياء ما يلي: