بالعودة إلى تاريخ القدس الذي يعود إلى ما يزيد عن خمسة آلاف سنة، يتبيَّن أنّ للقدس أسماء كثيرة أطلقها عليها من سكنها، واستوطنها من الشعوب؛ حيث أطلق سُكّانها الأصليّون (اليبوسيّون) عليها اسم (يبوس)،[1] ومن بعد اليبوسيّين جاء من استوطنها، فتعدَّدت بذلك أسماء القدس القديمة على مَرّ التاريخ، ومن هذه الأسماء:[2]
أطلق الكنعانيون على مدينة القدس اسم (أورـ سالم)، وهي تعني: مدينة السلام ( مدينة الإله ساليم)، وقد ارتبط اسم أورـ سالم بالتسمية العِبريّة للقدس (أورشاليم)، والتي تعني: البيت المُقدَّس، وقد ذكرت هذه الكلمة (أورشاليم) في التوراة 680 مرّة، ويُذكَر أنّ داود -عليه السلام- كان قد سيطر على المدينة، وأطلق عليها اسم (مدينة داود) في عام 977 قبل الميلاد، أو عام 1000 قبل الميلاد.[1][3]
أُطلِقَ اسم (إيلياء) على بيت المقدس من قِبل القائد الرومانيّ هادريان في عام 135م، وهو يُعَدُّ اسماً لجدّ عائلة الإمبراطور (إيلياء كابيتولينا)، وقد ذُكِر اسم إيلياء في العُهدة العُمريّة عندما تسلَّم الخليفة عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- مفاتيحها، كما أنّ اسم (إيلياء) كان لا يزال حاضراً في الشِّعر؛ حيث ذكرها الفرزدق في قوله:[2]
وبَيتانِ بَيتُ اللَّهِ نَحْنُ وُلاتُهُ
وبَيتٌ بِأَعْلَى إِيلِياءَ مُشَرَّفُ.
وبَيتٌ بِأَعْلَى إِيلِياءَ مُشَرَّفُ.
تعني كلمة القدس في اللغة: البركة، وقدس الأقداس هو: المحراب الأعظم، وهو مكان من المدخل الذي يدخله كبير الأحبار عند اليهود، أمّا عند النصارى فهو المكان الذي يُوضَع فيه تابوت العَهد في داخل معبد القُدس،[4] أمّا بيت المقدس فهو الحرم القُدسيّ الشريف، ومن الجدير بالذكر أنّ تسمية القُدس جاءت من قِبل الخليفة عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بعد أن تسلَّمَ مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس.[1][5]
أطلق الصهاينة على المدينة المُقدَّسة أسماء مُستحدَثة، ومنها:[6]