-

أقدم حضارة في التاريخ

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحضارة

الحضارة تعني مجموعة المظاهر العلميّة، والأدبيّة، والفنيّة، وكذلك الاجتماعيّة لمجتمع معيّن، وقد تكون هذه المظاهر متشابهةً في المجتمعات،[١] وقد عرّف ألبرت أشفيتسر الحضارة في كتابه فلسفة الحضارة أنّها تقدّمٌ روحيٌّ ومادّيٌّ للمجتمع والأفراد، ويرى مجموعةٌ من المفكرين المسلمين أنّ الحضارة عبارةٌ عن نظام حياةٍ متكامل يتميّز بمظاهره الماديّة والأخلاقيّة.[٢]

أقدم حضارة في التاريخ

إنّ أقدم حضارةٍ في التاريخ هي حضارة بلاد الرافدين،[٣] وهي إحدى حضارات الشرق الأدنى القديم. وقد نشأت هذه الحضارة في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد حول نهريّ دجلة والفرات، أكبر الأنهار في العراق، وقد ساهم وجود النهرين بشكلٍ كبيرٍ في تطور حضارة بلاد الرافدين وخاصةً في المجال الزراعيّ، وفي استقرار الناس في ذلك الوقت، ممّا جعلهم يهتمّون بكيفيّة صناعة السفن لتأمين المواصلات عبر نهريّ دجلة والفرات، واستخدموا القطران في طلاء بيوتهم وطلاء قواربهم لحمايتها من تسرّب المياه، وفي مدينة أور اخترع السومريون طريقةً مميزةً في لحم صفائح الذهب. وقد تعدّدت الممالك في بلاد الرافدين، حيث ظهرت فيها مملكة السومريين، والأكاديين، والآشوريين، والبابليين، وقد برز من ملوكهم الملك البابلي حمورابي الذي تميّز بتشريعاته، والملك آشور بانيبال ملك آشور والملك سرجون الأكادي.[٤][٥]

الحضارة السومرية

يعود تاريخ نشوء الحضارة السومريّة إلى الألف الرابع قبل الميلاد، إلّا أنّ المكان الذي جاؤوا منه غير معلوم، على الرغم من أنّ بعض الباحثين والعلماء يرون أنّ أصل السومريين المناطق الجبليّة التي تقع في شمال وشرق العراق. وقد استقرّ السومريون على ضفتي نهري دجلة والفرات، وكانت عاصمتهم مدينة سومر، وتُعتبر الفترة التي استقرّت فيها الحضارة السومريّة هي فترة الاستقرار الزراعي لبلاد الرافدين.[٦]

الحضارة الأكّادية

جاء الأكّاديّون من شبه جزيرة العرب في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد أو قبل هذه الفترة بزمن قليل. ويُعتقد أنّ الأكاديين والسّومريين قد عاشوا بجانب بعضهم البعض. وقد حكم الأكاديين الملك سرجون الأكّادي الذي استمرّ حكمه خمسةً وخمسون عاماً. وقد عمل خلال سنوات حكمه على القيام بإصلاحات كبيرة في الجيش وفي نظام حكم الدولة، كما قد وصل فنّ العمارة في عهده إلى مراحل متطورة. ومن أهمّ الملوك الأكاديين الملك نرام سين الذي استمرّ حكمه ما يقارب الأربعين سنةً.[٧]

الحضارة البابلية

مؤسّس الحضارة البابليّة هو الملك حمورابي صاحب أشهر تشريعات في القانون الإنسانيّ، ولقد امتدت هذه الحضارة من الخليج العربيّ حتى أعالي نهر الفرات، ومن صحراء سوريا حتى جبال زاغروس، وفي عام 1901م اكتُشفت مسلّة حمورابي وقد كانت منقوشةً باللغة الأكادّية وتُرجمت هذه المسلّة إلى العديد من اللغات، وتوجد هذه المسلّة الآن في متحف اللوفر. ولقد تمّ توحيد مختلف الطوائف في الحضارة البابليّة في عهد الملك حمورابي من خلال تشريعاته وقوانينه التي تُعدّ أهمّ مرجع للقوانين في بلاد الرافدين.[٦]

الحضارة الآشورية

كانت آشور التي تقع على ضفاف نهر دجلة عاصمة المملكة الآشوريّة التي تقع في شمال وادي الرافدين منذ عام 2500 قبل الميلاد. وقد تعاقب على حكم المملكة الآشورية العديد من الملوك، من أشهرهم الملك آشور ناصر بال الثاني الذي نقل عاصمة المملكة الآشورية إلى مدينة كله شمال العراق والتي تسمّى حالياً نمرود، وقد وجد علماء الآثار العراقيون مجموعةً من الآثار التي تدلّ على براعة الآشوريين، منها تاجٌ ذهبيٌّ تمّ العثور عليه في أحد القبور وقد زُيّن بورقةٍ ثلاثيّةٍ لنبات العنب تتدلى منها عناقيد العنب. وقد سقطت الإمبراطورية الآشوريّة في عام 612 قبل الميلاد، حيث تمّ تدمير مدنها الكبيرة بشكل كامل.[٦]

إنجازات حضارة بلاد الرافدين

  • الزراعة: اعتمدت حضارة بلاد الرافدين بشكل كبيرٍ على الزراعة فقام أهلها بفتح أنهارٍ كبيرةٍ وعظيمةٍ امتدّت من نهر الفرات وحتى نهر دجلة ليتمكنوا من ريّ الأراضي الواسعة، وقد ساهمت هذه الأنهار في وفرة المحاصيل الزراعية التي كانت أساساً مهماً في اقتصادهم، وتُعتبر حضارة بلاد الرافدين من أقدم الحضارات التي اهتمت بزراعة النّخيل، حيث تُعتبر شجرة النّخيل من أقدم الأشجار وأهمّها في زراعة بلاد الرافدين.
  • الشّرائع والقوانين: إنّ للشّرائع والقوانين أهميّةٌ كبيرةٌ في استمرار الدولة؛ ولذلك فقد ظهرت في بلاد الرافدين مجموعةٌ من القوانين والشرائع المدوّنة بأساليب علميّة وقانونيّة دقيقة، وبشكل متسلسل يهتمّ فقط بالجوانب المدنيّة للدولة، ولا تتطرّق هذه القوانين للعبادات، ويُعدّ قانون حمورابي من أهمّ هذه الشّرائع.
  • الأدب والفلسفة: كان لحضارة بلاد الرافدين الأسبقيّة في الكتابات الفلسفيّة التي تتميّز بجُرأتها فقد تحدّثت عن أصل الكون، ويُذكر أنّ السومريّين هم أوّل من تحدّث عن العناصر الأوليّة الأربعة لكلّ شيء. أمّا في مجال الأدب فقد خلّف العراقيون القدماء مجموعةً كبيرةً من الملاحم الأدبيّة والأساطير، ومن أهمّ هذه الكتابات قصة الطّوفان، وقصة الخليقة، وملحمة جلجامش.
  • العلوم والفلك: يعود الفضل للبابليين في تقدّم علم الجبر الحديث، فقد استطاعوا الوصول إلى خواصّ الأعداد، والمعادلات بدرجاتها الأولى ،والثانية، والثالثة، أمّا في مجال الكيمياء فقد كان لأهل العراق القديم معرفةٌ جيدةٌ بخواصّ المواد وتأثير الحرارة والعوامل الطبيعية الأخرى على المواد وبدأ ذلك في وقت مبكر جداً من نشوء الحضارة، وفي مجال الفلك الرياضيّ فيعد البابليون من المؤسسين لهذا العلم، وقد عملوا على تطويره بشكل كبير.

المراجع

  1. ↑ ياسر تاج الدين (26-8-2015)، "تعريف الحضارة واسسها في الاسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2017. بتصرّف.
  2. ↑ عبد الحليم عويس (21-5-2017)، "حول مفهوم الحضارة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2017. بتصرّف.
  3. ↑ "تعرف علي أقدم 5 حضارات فى العالم"، www.elshaab.org، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2017. بتصرّف.
  4. ↑ "مجموعة من الاحداث الحاصلةخلال فترة ماقبل الميلاد"، ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2017. بتصرّف.
  5. ↑ "نبذة تعريفية عن حضارة بلاد الرافدين"، ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2017. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت هاشم عبود الموسوي، "موسوعة الحضارات القديمة"، books.google.jo، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2017. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عبد العزيز حميد صالح، "موجز تاريخ العراق القديم"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2017. بتصرّف.