-

أقدم حضارة في تاريخ البشرية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حضارة سومر أقدم الحضارات

سبب التسمية

أثرّت الحضارات القديمة على نُشوء الحياة في جميع أنحاء العالم، ومن أقدم الحَضارات في التاريخ البشريّ حضارة سومر، التي نشأت خلال ثلاثة آلافٍ وخمسمائة سنة قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين؛ حيث نمت فيها العديد من الخصائص كالحكومة، والاقتصاد، والبنية الاجتماعيّة، واللغة، والكتابة، والثقافات المتميزة. تعود تسمية حضارة سومر إلى موقعها الجغرافيّ؛ حيث نشأت الحضارة ما بين نهري دجلة والفرات في بلاد الرافدين أي العراق، وقد تطوّر امتداد هذه الحضارة إلى سوريا والخليج العربي.

الحرفة

احترف السومريّون الزراعة، وهي أوّل حرفة على أرض حضارة سومر، وذلك لخصوبة تربتها الزراعيّة، بسبب موقعها الجفرافي المطل على النهرين، وامتهنوا الصيد والتجارة، واستفادوا من الحيوانات في لحومها وحليبها وجلودها؛ فالسومريّون أول من دبغ الجلود، وأوّل من اكتشف الخياطة وغزل الصوف، فقاموا ببناء القرى والمدن، وعملوا بالتجارة والثقافة والتراث، وعرفوا الموسيقا والفنون التشكيليّة، فاخترعوا الآلات الموسيقيّة، والسلّم الموسيقيّ، وأنشؤوا الفرق الموسيقيّة للإنشاد في المناسبات والعبادات.

الازدهار

ازدهرت الحضارة السومريّة في مجالي الطب والهندسة، حيث تمّ بناء العديد من القصور والمباني الضخمة، وكذلك المدن؛ فهي أوّل حضارة عرفت الهندسة، وقام السومريون بإدارة شؤون الدولة بشكلٍ منظّمٍ، حيث سنّوا القوانين والتشريعات ونشروها، وأوّل من بنى السفن الضخمة، ورسم خرائط البحار والمحيطات، وعرف فنّ الملاحة، وأوّل من عرف علم الفلك، كما أنّهم تنقلّوا في جميع أنحاء العالم، وأبدعوا في الصناعة والتجارة والفنّ.

اللغة

الخطّ السومريّ أوّل أبجديّةٍ عرفها التاريخ البشريّ، حيث تناقلت عبر الألواح الطينيّة، واستمرت الكتابة السومريّة قرابة ألفي عام، وتعدّ اللغة السومريّة هي لغة التواصل بينهم وبين الحضارات الأخرى، وحافظوا عليها من خلال تدوينها في ألواح، لتبقى ذكرى للأجيال القادمة على مرّ السنين.

صحيفة الملك

تمّ العثور على صحيفةٍ تُسمّى بصحيفة الملك، من الحضارة السومريّة، منحوتةً على الحجارة، حيث قسّم فيها السومرييون التاريخ بناءً على طوفان نوح، فأوّل التاريخ كان ما قبل الطوفان، أما القسم الثاني كان ما بعد الطوفان، كما أنّهم كانوا يعبدون ثلاثةً من الآلهة، تمّ ذكرها في الصحيفة، ورسمها، وقد تأثّرث المعتقدات المسيحيّة في الإنجيل بالعديد من المعتقدات الدينيّة للحضارة السومريّة، فالحضارة السومريّة من أقدم الحضارات في التاريخ البشريّ، وقد ساهمت في اكتشاف العديد من الأشياء التي ما زالت موجودةً إلى وقتنا الحاليّ، ولولاها لما تطوّرت أساليب الحياة.

عثَروا أيضاً على مُخطّطاتٍ وخواتيم مرسومٌ عليها خارطة تُوضّح عدد الكواكب؛ حيث تميّزت بدقّتها العالية، وتوضيحها لموقع كلّ كوكبٍ فيها بالنسبة إلى الشمس، بأرقام حسابيّة غايةً في الدقة، بناء عليه وضعوا التقويم القمريّ والشمسي، وحددّوا مواعيد الفصول الأربعة، وهم أوّل من صنع العدسات المقعّرة والمحدّبة والمرايا المنعكسة، وصنع السبائك الذهبيّة والفضيّة.