-

أصل سكان الجزائر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الجزائر

الجزائر، تُعرَف رسمياً باسم الجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة (بالإنجليزية: the People's Democratic Republic of Algeria)، وهي دولة تَقع في غرب القارة الإفريقيّة، وتتميز بأنّها تمتلك أكبَرَ مِساحةٍ بين البلاد العربيّة والإفريقيّة على حد سواء، وتَحتلّ المَرتبةَ العاشِرةَ على العالم من حيث المساحة أيضاً.[1]

تُحيط بالجزائرالعَديد من الدُول العربيّة والإفريقية، وهي جمهوريّة تونس، ودولة ليبيا، ومالي، والنّيجر، والجمهورية المغربية، وموريتانيا، كما تُطلّ الجزائر على البحر الأبيض المتوسّط من الجهة الشماليّة. تُغطّي الصحراء الكبرى جُزءاً كبيراً من جَنوب الجزائر، وتبلُغ مساحتها الإجماليّة 2,381,740 كم2،[2]

سُكان الجزائر

يبلُغ تعداد الجزائر السكّاني 40.4 مليون نسمة، وذلك منذ بِداية عام 2016.[3] تعتنق الغالبية الساحقة من السُكان الإسلام؛ حيثُ تصل نسبة مُعتنقي الإسلام 99% من السُكان، بينما تَعتنق النّسبة المُتبقية وهي 1% ديانات أُخرى، من ضمنها الديانتين المسيحيّة واليهودية.[4] يتحدث الجزائريون اللغات العربية، والفرنسية، والأمازيغية، وتبلُغ نسبة المُتحدّثين باللغة الأمازيغية كلُغة أصلية 45.35% من السُكان.[5] وتضُمّ الجزائر العديد من الأعراق والتي من أبرزها الأمازيغ، والعرب، إلى جانب العديد من الأوروبيين والأفارقة، وتتوزّع المجموعات العرقية في الجزائر كالآتي:

  • العرب والبربر: تُشكّل هذه المجموعة العرقيّة النسبة الأكبر من السُكان؛ حيث تصل نسبتها إلى 99% من إجمالي عدد السُكان. تختلط الأصول العربية والبربرية للسُكان، ممّا يُصعِّب أمر التفريق بين المجموعتين، إلا أنّ نسبة 15% من السُكان تُعرّف عن نفسها كبربر أصليين، وليسوا من أصل عربي.[6] أبرز مجموعة أمازيغية في الجزائر هي القبائل، وتستوطن شمال وشرق الجزائر، ومن أهم مدنها تيزي وزو.[4]
  • الأتراك: يُشكِّل الأتراك أقليّةً في الجزائر، ويُقارب عددهم مليوني نسمة من إجمالي السُكّان، ويعود أصل الأتراك في المنطقة إلى الدولة العثمانية التي قامت في المنطقة في القرن السادس عشر الميلادي.[7]
  • الفرنسيون والأوروبيّون: توجد مَجموعات صغيرة من الأوروبيين من إيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وهم من تبقّوا في الجَزائر عُقبَ استقلالها عن الاحتلال الفرنسي في عام 1962. يَعتنق هؤلاء الأوروبيين الديانتين المسيحيّة واليهودية، ويتمتعون برفاه اقتصاديّ كبير.[7]
  • الأفارقة: يُشكّل الأفارقة القادمون من الصّحراء الكُبرى أقليّةً صغيرةً في الجزائر؛ فهم اختلطوا في الثقافة الجزائريّة بشكلٍ كبير جداً، مما أدّى إلى مَحو ثقافتهم الأصليّة بشكلٍ كبير نتيجةً لاختلاطهم .[7]

أصل سُكان الجزائر

تتّفق مُعظم الرّوايات أنّ أصلَ سُكان الجزائر هم الأمازيغ (بالإنجليزية:Imazighen)، أو البربر (بالإنجليزية: Berber).الأمازيغ هي كَلمة أمازيغيّة، تُجمَع على "إيمازيغن"، ويَعني اللفظ في اللغة الأمازيغيّة الإنسان الحر النبيل، أمّا البربر فهو اسم لاتيني، ويَعني المتوحّشين أو الهمجيين البدائيين. أصل هذه الكلمة هم الرومان؛ حيث أطلقوه على كل الأجانب وبينهم الأمازيغ، وذلك خلال غزواتهم لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسّط.[8]

أصلُ الأمازيغ أو البربر غير معروف بالتحديد، وذلك لقلّة التاريخ المَكتوب والمَحفوظ عن هذه الشعوب. يُرجِع بعض العُلماء أصلهم إلى أوروبا؛ حيث لهم صلة بنسل الواندال، الّذين استوطنوا شمال أفريقيا. ومن جهة أخرى يتّجه البعض إلى إرجاع أصل الأمازيغ إلى أصول عربية، حيثُ قدِموا إلى شمال أفريقيا نازحين بسبب الظروف المُناخية. وأخيراً يُرجِّح المُؤرّخ ابن خلدون أصول الأمازيغ إلى الكنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح عليه السلام؛ حيث لا يُعتبر الكنعانيون من العرب، وليسوا من أبناء سام أيضاً. [8]

تاريخ الجزائر

بدأت لُغات الأمازيغ بالانتشار في شمال أفريقيا منذ عام 2000 قبل الميلاد، حتى أصبح مُعظم ساكني المنطقة يتحدّثون الأمازيغية في الألفية الأولى قبل الميلاد. إنتشر الأمازيغ على شكل تكتُلات قَبَلية في هذه المناطق، اجتمعت العديد من هذه القبائل، وشكّلت عدداً من الممالك البربريّة تحت الدولة القرطاجية والرومانية، من أبرزها مملكة نوميديا، والمَملكة الموريتانيّة، اللتين كَانتا تحت الحكم الروماني في القرن الثّاني قبل الميلاد، كما ظهرت قبائل أخرى بعد احتِلال الوندال عام 429 ميلادي، والاحتلال البيزنطي عام 533 ميلادي، وكانت تابعةً لها.[9]

في القرن الثامن الميلادي (الثاني للهجرة)، بدأت الفتوحات الإسلاميّة من قِبَل الدولة الأمويّة تتجه نحو المغرب العربي، وكان الهدف إسقاط الدولة البيزنطية المُتحالفة مع البربر في المغرب العربي، وخاض الطرفان معركة ممس أو ممش بقيادة كلٍّ من زهير بن قيس البلوي من طرف الأمويين، وكسيلة بن ملزم من طرف الروم. انتهت المعركة بانتصار الأمويين وفتحوا بلِاد المَغرب العربي، ونَشروا الإسلام هناك، حيثُ كانت هذه بداية انتشار الإسلام في المَغرب العربي.[10] ودخل البربر تحت الحكم الإسلامي، وقاموا بتبني اللغة العربية بشكل كامل في الكتابة، ولكن احتفظوا باللغة الأمازيغية كلُغة محكية إلى اليوم.[11]

بعد أن دخل البربر الإسلام، دخلوا في الجُيوش العربية وأصبَحوا جنوداً فيها. كان البَربر من أشدّ الشعوب حماساً للحروب؛ حيث قام موسى بن نصير وهو قَائد الفتوحات الإسلاميّة في ذلك الوقت، بتوجيه حماسهم هذا صوبَ الفتوحات الخارجيّة، فعندما فتحت الأندلس كان البَربر جزءاً من الجيوش العربيّة التي شَاركت في فتحها ومُساعدة المسلمين في فوز المعارك التي خاضوها.[10]

أصبحت القبائل البربريّة بعد ذلك من أقوى القبائل في منطقة شمال أفريقيا والأندلس، وقامت أيضاً بفتح السّودان وضمّها إلى الامتداد الإسلامي. في القرن الحادي عشر، قامت الغزوات البدويّة العربيّة القادِمة من الشرق بدفع البربر للُجوء إلى الجبال والصحراء، وحلّ مكانهم الشّعوب العربية في بلاد شمال أفريقيا.[9]

المراجع

  1. ↑ "The Largest Countries In The World", WorldAtlas, Retrieved 21-12-2016.
  2. ↑ "Land area (sq. km)", The World Bank, Retrieved 2-12-2016.
  3. ↑ "ديموغرافيا الجزائر"، الديوان الوطني للإحصائيات، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2016.
  4. ^ أ ب "الجزائر"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2016.
  5. ↑ "من هم الأمازيغ"، أمازيغ نفوس، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2016.
  6. ↑ "AFRICA :: ALGERIA", CIA, Retrieved 16-12-2016.
  7. ^ أ ب ت "Ethnic Groups In Algeria", worldatlas, Retrieved 16-12-2016.
  8. ^ أ ب "الأمازيغ أو البربر.. التسمية والأصول"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2016.
  9. ^ أ ب "Berber", Encyclopedia Britannica , Retrieved 16-12-2016.
  10. ^ أ ب سامي عبدالله المغلوث‎ (2011)، أطلس تاريخ الدولة الأموية، الرياض، المملكة العربية السعودية: العبيكان، صفحة 138.
  11. ↑ عبد اللطيف هسوف (2016 )، الأمازيغ، بيروت: دار الساقي، صفحة 19.