ورد في القرآن الكريم النهي والتحذير عن أكل مال اليتيم ظلماً، حتى إنّ الله -تعالى- أورد شيئاً من عذاب آكل اليتيم ظلماً، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)،[1] وفي هذه الآية توضيحٌ لمصير آكل مال اليتيم ظلماً في الآخرة، قال السديّ: "إنّ آكل مال اليتيم ظلماً يُبعث يوم القيامة يخرج من فمه وأذنيه وعينيه وأنفه ناراً، يعرف كلّ من رآه أنّه أكل مال يتيم في الدنيا"، وليس المراد بأكل المال ظلماً إنفاقها في غير حقّها فقط، بل يتعدّى ذلك إلى إتلافها أو إلحاق الضرر بها على أيّ شكلٍ كان.[2]
ذهب المفسّرون بتفسير الآية الكريمة السابقة: (وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)،[1] إلى أنّ العذاب النازل في آكل مال اليتيم يكون في الدنيا والآخرة، فإنّ من السعير الذي يتعرّض له المرء في الدنيا تقلّب مزاجه من حالٍ إلى حالٍ في يومه، ونزول البلاء والمصائب عليه، وإصابة بدنه بالأمراض والأسقام، كما إنّ السعير في الآخرة هو عذاب النار الشديد الملتهب الذي يحرق حرقاً شديداً.[3]
يُستفاد من العقوبة العظيمة النازلة على آكل مال اليتيم ظلماً العديد من الأمور، يُذكر منها:[3]
ذهب الفقهاء إلى جواز أخذ شيءٍ من مال اليتيم بقدرٍ محدودٍ إذا كان كافل اليتيم مُعسراً غير مقتدرٍ، فيجوز له أن يأكل بالمعروف بقدر حاجته من مال اليتيم من غير سرفٍ، وقد اختلف العلماء في وجوب ردّ هذا المال إذا يسُر حال المعسر بعد أكله شيئاً من مال اليتيم، فدلّت أحد الآراء إلى أنّه ليس واجباً على الكافل أن يردّ هذه الأموال، وذهب آخرون إلى ردّ المال الذي أُكل للحاجة حين انقضت الحاجة.[4]