-

ظاهرة التسول في المجتمع

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ظاهرة التسول

انتشرت ظاهرة التسول في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة، ولا شك بأن هذه الظاهرة السلبية تؤشر على وجود عددٍ من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية في مجتمعاتنا، والتي سببت وجود مثل هذه الظاهرة، فما هي أسباب التسول؟ وما هي نظرة الشريعة الإسلامية إلى هذه الظاهرة؟ وما السبل الكفيلة بالقضاء عليها؟.

أسباب التسول

  • الحاجة والضرورة، فعلى الرغم من أن الحاجة والفقر الشديد قد يكون سبباً للمتسولين لانتهاج هذا المسلك لطلب الرزق والمال في حياتهم، إلا أنه لا يعد بالتأكيد عذراً مشروعاً للتسول.
  • سهولة سلك التسول في تحصيل المال، فكثير من المتسولين يرون أن هذا المسلك والطريق في تحصيل المال يعتبر ميسراً وسهلاً، ولا يحتاج إلى إعداد أو جهد بدني، وأغرى هذا الأمر كثيراً من المتسولين لانتهاج مسلك التسول، وأدى إلى شيوع هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة.
  • نظرة الناس إلى المتسولين، فعلى الرغم من تحذير الدعاة والعلماء من ظاهرة التسول والمتسولين، والنهي المتكرر عن دفع الأموال لهم، إلا أن كثيراً من الناس تجده يدفع الأموال إلى هؤلاء المتسولين، مما يشجعهم على انتهاج هذا المسلك في الحياة، وترك اتباع السبل الأخرى الصحيحة في تحصيل الرزق والمال الحلال.
  • تهاون السلطات في الحد من هذه الظاهرة، حيث أغرى تقاعس السلطات عن تنفيذ مسؤولياتها في الرقابة على هذه الظاهرة، ومحاسبة من يقف وراءها إلى انتشارها وشيوعها في مجتمعاتنا.
  • عدم وجود مظلة أمان اجتماعي تحمي الفقراء والمحتاجين وتسد احتياجاتهم.

نظرة الشريعة الإسلامية لظاهرة التسول

لأن الشريعة الإسلامية شريعة شاملة، ولم تغفل معالجة أي قضية من قضايا المجتمع المسلم، ومن بينها ظاهرة التسول وسؤال الناس، فقد وضع النبي عليه الصلاة والسلام منهجاً واضحاً يقضي على هذه الظاهرة حينما حث على طلب الرزق بالسعي والكد والعمل بعيداً عن التعطل والتواكل على الغير، وفي الحديث النبوي الشريف: (لأن يَحتطبَ أحدُكم حُزمَةً على ظهرِه، خيرٌ من أن يَسألَ أَحَدًا، فيُعطيَه أو يمنعَه) [صحيح البخاري]، كما تحدث عن صورة من يسأل الناس كثيراً في الدنيا حين قال: (لا تزالُ المسألةُ بأحدكم حتى يَلْقى اللهَ، وليس في وجهِه مُزْعَةُ لحمٍ) [صحيح مسلم].

سبل القضاء على ظاهرة التسول

القضاء على ظاهرة التسول يستدعي تضافر جميع فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات وسلطات، كل على حسب مسؤولياته، فالفرد عليه مسؤولية ذاتية في أن يسعى للعمل حتى لو كان هذا العمل متعباً أو لا يناسب مؤهلاته، وعلى المؤسسات المختلفة؛ ومنها: المؤسسات الدينية، والعلماء، والدعاة مسؤولية توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة وسلبياتها، وعلى السلطات أن تقوم بمسؤولياتها أيضا في القضاء على هذه الظاهرة من خلال تفعيل صندوق الزكاة الذي يسد حاجات الفقراء والمساكين، والقبض على العصابات التي تقف وراء المتسولين الصغار.