-

ظاهرة العنف في الملاعب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العنف في الملاعب

تظهر ظاهرة العنف في العديدِ من الملاعبِ بعد كلّ مباراة رياضيَّة بين مؤيّدي الفرق الرياضيِّة المختلفة، ويأخذ فيها العنف مظاهرَ متعددة، من اعتداء بالضرب وتحطيم للمركبات، وغير ذلك، ولهذه الظاهرة أسباب متعددة. ويمكن الإسهام في علاج هذه الظاهرة، وسنتحدثُ في هذا المقال عن أسباب هذه الظاهرة، وحلولها.

الأسباب

هناك عدة أسباب لظاهرة العنف في الملاعب، منها:

  • التعصّبُ الرياضي، وعدم التحلي بالروح الرياضيَّة العالية، حيث يتعصب كل فريق لفريقه وعلى أيِّ ظرف وحال كان أداؤه.
  • الجهل وعدم الوعي بطبيعة العلاقات الإنسانيَّة والتنافسات بين الفرق، فالعلاقات بين النَّاس يجب أن تكون على أساس الودِّ والتسامح والاحترام، والتنافسات بين الفرق الرياضيَّة يجب أن تعكس مظهراً حضارياً للتنافس النظيف والشريف.
  • فقدان ثقافة الودِّ والتسامح، واستبدالها بثقافة العداء والتباغض والحسد.
  • الأنانيَّة المفرطة، ورغبة كل فريق بالاستئثار بمراتب الفوز وعلى أيِّ وضع كان.
  • نزعة التعصب القبلي، فيتعصب مؤيدو الفرق لفرقهم لانتمائهم لنفس الدولة مثلاً.

الحلول

إنَّ مدخل علاج هذه الظاهرة، هو بثّ الوعي بما يجب أن تكون عليه الرياضة، وتنبيه النَّاس ولا سيَّما المشجعين إلى النتائج المأساويَّة التي قد تنجم عن هكذا تصرفات، ويجب أن يكون للمنابر، مثل: المدرسة، والمسجد، دور هام في ذلك وتوجيه يصبُّ في ذات الهدف، وهناك واجب مضاعف على مسؤولي الفرق الرياضيَّة بمخاطبة المشجعين قبل وأثناء الذهاب لكل مباراة مع التشديد بكل قوَّة على هذه الناحية، وللإعلام دور عظيم في ذلك سواء كان أثناء تغطيته للمباريات، أو قبلها أو بعدها، وذلك بإبراز الروح الرياضيَّة التي يجب أن تسود في الملاعب، والتركيز على قيم الحبِّ والمؤاخاة.

النظرة الصحيحة للرياضة

إنَّ النظرة الصحيحة للرياضة يجب أن تتمثّل في أنَّ الرياضة وسيلة حضاريَّة لاستثمار وتفعيل الطاقات الشبابيَّة، ومد الجسور الاجتماعيّة بين أعضاء الفرق الرياضيَّة من ناحية، ومن ناحية أخرى بين الفرق الرياضيَّة فيما بينها، وكذلك يجب أن يكون التشجيع للهدف الجميل والأداء الرائع بغض النظر من كان صاحبه، ومن هنا جاءت فكرة المباريات الوديَّة بين الفرق الرياضيَّة، والتي تعكس النظرة الصحيحة، والتصوُّر الصحيح لهذه المباريات، والمظهر الحضاري لهذا التنافس أو ذاك.

إنَّ الشعوب الراقية والأمم الحيَّة، هي التي تجعل من الرياضة والملاعب وسيلة للتلاقي وبذر بذور المودة، لا وسيلة للاحتراب والخصومة والشجار، فمن هذه الزاوية وحدها، يمكن الإطلال على الرياضة والنظر إليها، فهي مصلحة رياضيّة بامتياز، وهي مصلحة وطنيَّة وقوميَّة ما التزمت أسس التنافس الحضاري النظيف.