-

حج بيت الله الحرام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حج بيت الله الحرام

شرع الله الحج للمسلمين من عهد إبراهيم -عليه السلام- إلى عهد محمدٍ عليه الصلاة والسلام، واختصّ الأمة الإسلامية بوراثة البيت إلى قيام الساعة، ويُعد الحجّ بالتوجه إلى البيت الحرام؛ لأداء أفعالٍ مخصوصةٍ في أوقاتٍ مخصوصةٍ؛ وهي: شوال، وذو القعدة، والعشر الأولى من ذي الحجة؛ من أفضل الأعمال التي يتقرّب بها المؤمن إلى ربّه، وفُرض الحج على رأي الكثير من العلماء في أواخر سنة تسعٍ من الهجرة، الذي سمّي عام الوفود، وجاءت فريضة الحج في قول الله تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)،[1] ولكنّ الفقهاء اختلفوا في وجوب الحج على الفور أم على التراخي، فمنهم من قال بالوجوب؛ وهم: الحنابلة، والحنفية، والمالكية، أمّا الشافعية والإمام أحمد والحنفية في روايةٍ أخرى قالوا بوجوب الحج على التراخي؛ أي أنّه يجوز تأخيره من عامٍ إلى عامٍ.[2]

شروط الحج

قسّم العلماء شروط الحج إلى قسمين، الأول: شروط وجوبٍ، والثاني: شروط صحةٍ، ولكل قسمٍ شروطاً خاصةً به، وهي:[3]

  • شروط الوجوب: وهي الشروط التي يشترك فيها الرجال والنساء، وهي: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والحرية، والقدرة على الزاد والراحلة، وسلامة البدن، وأمن الطريق، ويشترط للمرأة بعض الشروط الخاصة بها، وهي: وجود المَحرَم أو الزوج، وألّا تكون معتدّةً من طلاقٍ أو وفاةٍ.
  • شروط الصحة: وهي الشروط التي يجب توافرها لكي يكون الحج صحيحاً، وإن فُقد شرطاً منها لم يصحّ الحج، وهي: دخول وقت الحج، وأداء النُسك في الأماكن الخاصة بالشعائر؛ كالوقوف بعرفة، فلو وقف الحاج في غير مكان عرفة لا يصحّ حجه، ويشترط في الحج النية المتمثلة بالإحرام.

أنواع الحج

من رحمة الله بعباده أن جعل الحج على ثلاثة صورٍ؛ للتخفيف ورفع الحرج عنهم، وهي:[4]

  • حج التمتع: وصفته أن يُحرم الحاج بالعمرة وحدها من الميقات في أشهر الحج: قائلاً عند نية الدخول في الإحرام: "لبيك اللهم عمرةً"، ثمّ يؤدي مناسك العمرة، ليحلّ له كل شيءٍ حُرّم عليه بالإحرام، ثمّ يبقى في مكة حلالاً إلى اليوم الثامن من ذي الحجة ليُحرم فيه بالحجّ وحده ويأتي بجميع الأعمال.
  • حج القِران: وصفته أن يُحرم الحاج بالعمرة والحج معاً، فيقول: "لبيك اللهم عمرةً وحجاً"، أو يُحرم بالعمرة من الميقات ثمّ يُدخل عليها الحجّ قبل أن يشرع في الطواف، فإذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم، وإن أراد أن يقدّم سعي الحجّ فيسعى بين الصفا والمروة، ويجوز أن يؤخّر السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة، ولا يحلق ولا يقصّر ولا يحلّ من إحرامه، بل يبقى مُحرماً إلى أن يحلّ منه يوم النحر، والمتمتع والقارن إذا لم يكونا من حاضري المسجد الحرام فيلزمهما الهدي؛ شكراً لله أن يسّر لهما أداء النُسكين في سفرٍ واحدٍ.
  • حج الإفراد: وصورته أن يُحرم الحاجّ بالحج وحده، فيقول: "لبيك اللهم حجّاً"، فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم، وسعى للحجّ إن أراد، ويجوز له أن يؤخّره إلى ما بعد طواف الإفاضة كالقِارن، ويبقى على إحرامه إلى العيد، إلّا أنّ القارن عليه الهدي لأدائه للنُسكين معاً.

المراجع

  1. ↑ سورة آل عمران، آية: 97.
  2. ↑ "الحج (تعريفه - منزلته - حكمه - شروطه) "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
  3. ↑ عبدالحسيب سند عطية و د. عبدالمطلب عبدالرازق حمدان (4/5/2014)، "شروط الحج"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
  4. ↑ "أنواع النسك"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019.