قوة عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب
حينما يتحدّث النّاس عن القوّة والبطولة والهيبة فلا بدّ من ذكر سيرة صحابيّ جليل وخليفة راشد كان مثالًا ونموذجًا للمؤمن القويّ الذي لا يخشى في الله لومة لائم ألا وهو أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه الذي بلغت شهرته الآفاق وسمعت بسيرته الدّنيا وخلّده التّاريخ الإسلامي كواحد من أعظم الخلفاء والقادة، وأكثرهم عدلًا وتقوى بعد رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وضعه أحد الكتّاب الغربييّن في قائمة أعظم خمسين شخصيّة في التّاريخ البشري، فما هي أبرز مواقع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه والتي تدلّ على قوّته وهيبته في نفوس النّاس؟
ولد عمر بن الخطاب بن نفيل في مكّة المكرّمة في السّنة الثّالثة عشر قبل عام الفيل، وقد نشأ عمر نشأةً قاسية؛ حيث اتّسم أبوه بالقوّة والغلظة والشّدّة، كما شب ّعمر رضي الله عنه في الجاهليّة على حبّ الفروسيّة والبطولة والمصارعة؛ حيث كان يصارع الفتيان في سوق عكاظ فيصرعهم.
قوّة عمر في الإسلام
لم يستجب عمر رضي الله عنه عند ابتداء الدّعوة الإسلاميّة إلى نداء التّوحيد؛ بل حارب كمعظم سادات قريش دعوة الإسلام، وفي يومٍ من الأيّام عزم عمر على قتل النّبي الكريم وحمل سيفه متوجّهًا إليه، وفي الطّريق رآه رجلٌ من قريش فأخبره أنّ أخته وزوجها قد آمنوا بالدّعوة فاستشاط عمر لذلك وعدل عن التّوجه إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام وسار إلى بيت أخته، وعندما وصل إلى بيتها طرق الباب بعنف ثمّ دخل ليضرب زوجها والصّحابي خباب بن الأرت الذي كان يقرؤهما القرآن، وفي هذه اللّحظات انشرح صدر عمر للإسلام بعد أن سمع آياته فتوجّه قاصدًا النّبي الكريم معلنًا إسلامه ومن وقتها جهر المسلمون بصلاتهم حول الكعبة بقوّة عمر وهيبته.
قوّة عمر عند الهجرة
عند الهجرة إلى المدينة المنوّرة حمل عمر سيفه وتوجّه إلى فناء الكعبة ليعلن أمام سادة قريش نيّته في الهجرة علنًا، ثمّ قام بتهديد من سيلحق به منهم بعباراتٍ قويّة مجلجلة للقلب فلم يجرؤا أحدٌ على اللّحاق به.
قصّة تدلّ على هيبة عمر
في المدينة المنوّرة كانت لعمر رضي الله عنه مواقف كثيرة تدلّ على قوّته وهيبته منها أنّه توجّه يوماً إلى بيت النّبي فاستأذن لدخوله، وقد كانت عند النّبي نساء جئن يسألنه في أمور الدّين فلمّا سمعن بصوت عمر انتقلن من مكانهن، فأدرك النبيّ هيبة عمر فقال :(إيه يا ابن الخطّاب ما رآك الشّيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجّك)، رضي الله عنه وأرضاه.