أمر الله -تعالى- عباده بالاستغفار والتوبة، وأورد ذلك في القرآن الكريم، واختصّ الله -سبحانه- وقت السَّحر، وفضّله على سواه بأن جعله أفضل الأوقات للاستغفار، حتى إنّه أثنى على المستغفرين بالأسحار من دون سواهم، قال الله -تعالى-: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)،[1] وممّا يدلّ على فضل الاستغفار وقت السَّحَر على غيره من الظروف والأوقات والأحوال؛ أنّ بعض العلماء ذكروا أنّ نبي الله يعقوب عندما وعد أبناءه أن يستغفر لهم ذنوبهم؛ كان قد أجّل هذا الاستغفار إلى وقت السَّحَر، حتى يكون أرجى للقبول والرضا عند الله -سبحانه-؛ فذلك يدلّ على أنّ أفضل وقت للاستغفار يكون في وقت السَّحَر.[2]
تتعدّد فضائل الاستغفار أيّاً كان وقته، وتعمّ آثاره للمستغفر في حياته وآخرته، و فيما يأتي ذكر جانبٍ من ثمرات الاستغفار التي ينالها المستغفرون:[3]
لا يقتصر فضل الاستغفار على المستغفرين من الأحياء؛ بل إنّ من كرم الله -تعالى- وفضله على عباده؛ أن شرع الاستغفار للأموات، ويقبل الله -تعالى- ذلك من المستغفرين، ولذلك يُشرع للمسلم إن كان له أحد أصحاب، أو أهل من الأموات؛ أن يستغفر الله -تعالى- لهم، وذكر العلماء أنّ الاستغفار للأموات يحطّ عنهم خطاياهم، ومن صيغ استغفار الحيّ للميت؛ ما أورده الله -تعالى- في القرآن الكريم؛ وهو قوله -سبحانه-: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[4] وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستغفار للأموات لا يزيد من حسناتهم، وإذا نقصت سيئاته فتُرجّح حسناته.[5][6]