كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم صادقًا في أحواله كلّها، في نيته، وفي عمله، وفي كلامه، وأيضًا في مبادئه، وقد شهد على هذه الخصلة فيه أعداؤه قبل أحبابه، وقد جعل عليه السلام الكذب إحدى علامات النفاق.[1]
ضرب النبي عليه الصلاة والسلام أفضل الأمثال في الصبر والثبات والتحمّل، وهو قدوة للصابرين والشاكرين في ذلك، فصبر على دعوته، وعلى شتم الكافرين له، وعلى إخراجه، ومحاربته، صبر على موت عمّه أبي طالب، وموت زوجته خديجة، وقتل عمّه حمزة، وعلى وفاة أبنائه، وعلى تكذيبه، وعلى إبعاده.[2]
أمر الله سبحانه الرسول صلّى الله عليه وسلّم بخفض جناحه للمؤمنين، قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)،[3]فكان عليه السلام متواضعًا للنّاس، ليّن الخُلُق، لا يتعالى عليهم، أو يحوز لنفسه امتيازًا دونهم، باستثناء ما اقتضته مسؤوليته ومكانته القيادية، وهو بذلك ألّف القلوب، وملكها بمحبته.[1]
كان عدله صلّى الله عليه وسلّم يشمل الناس كلّهم، فيعدل في إقامة شرعه ولو على أقاربه، وكان عادلًا في حياته الخاصة مع زوجاته.[4]كما كان رحيمًا بالناس عطوفًا بهم، ويعينهم، ويحمل همومهم، ويعطي دون أن ينتظر عطاءً من غيرهم، ويسامح من يؤذيه، ويود الناس ويرضيهم، ويرعاهم، فكان واسع الصدر، كثير الحِلم، رفيق بالناس، يلتمس لهم الأعذار، ويأخذهم بالرفق في أحوالهم، ويختار أيسر الأمور إن لم يكن إثمًا، وكان حين يرسل الدعاة والرسل يوصيهم بالرفق واللين، وبالتيسر وعدم التعسير.[5]
كان عفوًا عند المقدرة، وكريمًا معطاءً جوادًا، لا يمسك في يده شيئًا إلا وهبه وأنفقه، وقد كان شجاعًا مقدامًا، عفيفًا أمينًا صادق اللهجة، حييًا، إن كره شيئًا بدا في وجهه، وكان من تواضعه يعود الفقراء والمساكين ويجالسهم ويُجب دعوتهم، ويقوم بأمور نفسه، ولم يلعن أو يسب يومًا، ويقابل السيئة بالحسنة.[6]