-

سبب تسمية غار ثور

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

غار ثور

يقع غار ثور في أعلى قمّة جبل ثور جنوب مكّة المكرّمة غرب المملكة العربيّة السعوديّة، على ارتفاع يصل إلى 740 متراً عن سطح البحر، على بعد أربعة كيلومترات جنوب المسجد الحرام، ويعدّ هو وغار حراء من المعالم التي يحرص الكثير من المعتمرين على زيارتها عند زيارة مكّة المكرمة، وهو من الجبال الشّهيرة بسبب قصّة اختباء النّبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فيه يوم الهجرة.

ورد ذكر غار ثور في القرآن الكريم في سياق ذكر قصّة هجرة الرّسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصّديق من مكّة المكرمة إلى المدينة المنوّرة، فقد قال تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التّوبة: 40].

سبب تسمية غار ثور

كان جبل ثور يُعرف قديماً باسم جبل أطحل، فلمّا سكن ثور بن عبد مناف فيه أصبح يطلق على الجبل اسم جبل ثور نسبة له، ومنه اشتق اسم الغار، ويأخذ الجبل الشّكل المستدير، والغار هو عبارة عن صخرة مجوّفة يصل طولها إلى 1.25 متراً، وله فتحتان إحداهما من جهة الشّرق، والأخرى من جهة الغرب.

قصّة الهجرة إلى المدينة المنوّرة

حاولت قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة المنوّرة بكلّ الوسائل؛ لذلك هاجر أغلب المسلمين سرّاً، وفرضت لذلك رقابة مشدّدة على النّبي صلى الله عليه وسلم لمنعه من الهجرة، وحاصرت بيته، وحاولت قتله، إلّا أنّ الوحي أخبر النّبي صلى الله عليه وسلم بمكيدتهم؛ فبات عليّ في فراشه تلك الليلة، وردّ الله كيد قريش في نحرها، واستطاع النّبي صلى الله عليه وسلم الخروج والسّير إلى المدينة المنوّرة.

لاحقت قريش النّبي صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته إلى المدينة المنوّرة لقتله بعد أن علموا بأمر خروجه من بيته، فاختبأ النّبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر في غار ثور، فلمّا وصلت قريش إلى الغار، قال أبو بكر للنّبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسولَ اللهِ! ونحن في الغارِ: لو أنَّ رجلًا اطَّلع لرآنا، فقال: ما ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما؟ وقال: أحدُهما في حديثِه: لو أنَّ أحدَهم نظر موضعَ قدمِه لأبصرَنا، فقال: ما ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما) [صحيح]، فلم يرهما أحد منهم ورحلوا وتركوا الغار بسبب قدرة الله تعالى وفضله.

مكث النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وصاحبه في غار ثور مدّة ثلاثة أيّام حتى هدأ طلب قريش لهما، ثمّ تابعا مسيرهما إلى المدينة المنوّرة سرّاً، ووصل النّبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى قباء في تاريخ الثامن من ربيع الأول من السنة الرابعة عشر من البعثة النّبوية، بعد رحلة استغرقت مدة عشرة أيّام.