-

سبب عدم بداية سورة التوبة بالبسملة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عدم بداية سورة التوبة بالبسملة

اختلفت الآراء في سبب عدم بداية سورة التوبة بالبسملة، حيث إنّ أحد الآراء يقول إن سورة التوبة لمّا نزلت بدأت بنقض العهد الذي كان بين الرسول صلّى الله عليه وسلّم والمشركين، حيث بعث النبي علي بن أبي طالب إليهم فتلى عليهم السورة دون البسملة، وفيما ورد عند سؤال علي عن السبب قال: إنّ بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف،[1]بيد أنَّ الرأي المشهور يرى أنّ سورتي الأنفال والتوبة لهما تقارب شديد في المعنى، ولم ينزل بينهما بسملة، فاعتقد الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان أنهما سورة واحدة، فوضعت السورتين في مكان واحد ودون الفصل بينهما بالبسملة، لعدم وجود دليل على أنهما سورتين، فاحتاطوا بجعلهما متقاربتين وذلك عند جمع المصحف في عهد عثمان.[2]

معلومات عن سورة التوبة

يُطلق على سورة التوبة عدّة أسماء منها براءة والكاشفة والفاضحة والمُنكلة، بيد أنّ أشهر الأسماء هو التوبة، حيث سُميت بذلك لما تضمنته السورة من توبة الله ورضوانه على المؤمنين الصادقين، ومنهم الثلاثة المتخلّفين عن الجهاد، وتجدر الإشارة أنّ سورة التوبة نزلت في السنة التاسعة للهجرة، وهي سنة خروج المسلمين إلى تبوك لمواجهة الروم، إضافة إلى خروجهم إلى الحج، وعلى ذلك فإنّ السورة احتوت هدفيين رئيسيين، أولهما بيان القانون الأساسي الذي ستبنى عليه الدولة الإسلامية، ومن هذه الأساسيات قبول وجود أهل الكتاب في الجزيرة العربية والتعامل معهم، والتصفية النهائية بين المسلمين والمشركين، وإلغاء معاهداتهم ومنعهم من الحج، أمّا ثاني الأهداف فهو بيان نفوس أتباع الرسول عندما دعاهم إلى غزو الروم، فمنهم المتثاقلين والمتخلفين والمنافقين.[3]

العلاقة بين سورتي الأنفال والتوبة

إنّ سورتي الأنفال والتوبة هما سورتين مختلفتين، بيد أنهما بحكم السورة الواحدة، فسورة الأنفال تفصيل لفرضية القتال، أمّا التوبة فهي منشور القتال في الإسلام، حيث بعد استقرار أحكام القتال ولوازمه وأسبابه والأمور المترتبة عليه، إضافة إلى احتياجاته وكل ذلك في سورة الأنفال، جاءت سورة التوبة وكأنها مبنية على ما سبقها من الأنفال، حيث تكمن هنا الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم، حيث تتطرق السورة لأحد المواضيع فتأتي السورة التي تليها فتبني على ذلك وتكمله.[4]

المراجع

  1. ↑ "سبب عدم البداءة في سورة التوبة بالبسملة"، fatwa.islamweb.net، 2004-3-3، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "بيان سبب ترك البسملة في سورة التوبة وسبب تسميتها بذلك"، www.alifta.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2018. بتصرّف.
  3. ↑ جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 227-230، جزء 3. بتصرّف.
  4. ↑ سعيد حوّى (1424 هـ )، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 98، جزء 4. بتصرّف.