-

أسباب صلح الحديبية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

صلح الحديبية

كان الصّحابة رضوان الله عليهم يعتبرون الفتح الذي تحدّثت عنه الآيات الكريمة في قوله تعالى ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) هو صلح الحديبيّة في حين كان النّاس يظنّون أنّه فتح مكّة، فقد كان صلح الحديبيّة بحق منعطفًا مهمّاً في مسيرة الدّعوة الإسلاميّة لما بنيت عليه من نتائج وما حصل بعده من أحداث، فما هي الأسباب التي دعت إلى صلح الحديبية؟ وما الحدث الذي مهّد له؟

قبل صلح الحديبيّة

بينما كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام نائمًا إذا به يرى رؤيا تبشّره بأنّه والمسلمين سوف يأتون المسجد الحرام ملبّين معتمرين ليطوفوا بالبيت وليؤدّوا مناسك العمرة، وبما أنّ رؤيا الأنبياء حقّ فقد استبشر النّبي عليه الصّلاة والسّلام بها وأخبر أصحابه بتلك الرّؤيا ففرحوا لذلك فرحًا شديدًا، وفي السّنة السّادسة للهجرة وتحديدًا في شهر ذي القعدة عزم النّبي الكريم على التّوجه إلى مكّة المكرّمة لأداء مناسك العمرة وأمر أصحابه بالإعداد لذلك، ثمّ خرج المسلمون من المدينة المنوّرة متّجهين إلى مكّة المكرّمة وهم يلبسون ملابس الإحرام ويحملون سلاح السّفر حتّى يظهروا لقريش أنّهم لم يأتوا إلاّ للعمرة، وحينما وصلت أخبار خروجهم إلى قريش اغتمّوا لذلك وأقسموا أن لا يدخل عليهم الرّسول والمسلمون عنوة فجهّزوا جيشًا لمواجهة المسلمين ومنعهم من دخول مكّة المكرّمة .

عقد الصّلح

عندما بلغ النّبي عليه الصّلاة والسّلام ما أعدّت قريشًا أرسل لهم عثمان بن عفان رضي الله عنه ليعلمهم بأنّهم ما جاؤوا إلاّ عمارًا للبيت ولم يأتوا للقتال، وقد احتبس عثمان رضي الله عنه في قريش حتّى ظن المسلمون أنّه قتل فتبايعوا على الموت والقتال تحت الشّجرة بيعة الرّضوان، وعندما علمت قريش بذلك أرسلت للنّبي الرسل وكان أوّلهم عروة بن مسعود الّثقفي الذي أتى النّبي وأدرك أنّ المسلمين لا يريدون سوى الصّلح، فأخبر قريشًا بذلك فأرسلت سهيل بن عمرو الذي عقد صلح الحديبية مع المسلمين.

أسباب صلح الحديبيّة

كانت هناك أسباب دعت بلا شك إلى عقد صلح الحديبية الذي كان من أبرز بنوده عقد هدنة بين المسلمين والكفّار مدّتها عشر سنوات، وأنّه من أتى المسلمين من قريش ردّ إليها، ومن أتى قريشًا كافرًا بقي عندها، وهذه الأسباب هي :

  • أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام والمسلمين لم يريدوا القتال في تلك السّنة وإنّما أرادوا أداء مناسك العمرة .
  • عدم رغبة كفّار قريش في دخول المسلمين عليهم في تلك السّنة عنوة من دون إذن، وعدم رغبتها كذلك في مقارعتهم وقتالهم.
  • ظنّ كفّار قريش أنّ هذا الصّلح سيعود عليهم بالخير والنّفع الكثير؛ حيث ستقلّ هيبة المسلمين في نفوس النّاس وقد تحدث الفتنة في صفوفهم وما علموا إنّ هذا الصّلح سيؤدّي إلى حدث الفتح الكبير لمكّة المكرّمة من قبل المسلمين في السّنة الثّامنة للهجرة.