أسباب الثبات على الدين
الثبات على الدين
في خضمّ المحن المتعدّدة التي تعصف بالإسلام وحملته الصادقين، ووسط مغريات العصر فإنَّ الثبات على الإسلام بالتزام أحكامه على كافة الأصعدة والميادين هو خير معين للمسلم في مواجهة هذه المحن والشدائد، وللثّبات على الدّين أسباب وطرق، متى توفَّرت فإنّها تُحقّق صفة الثبات على الدين عند المسلم، وللثبات على الدين بهذا الوصف نتائج إيجابيّة تعود على الفرد والمُجتمع في ذات الوقت.
الطرق والوسائل المساندة للثبات على الدين
- قوة الإيمان، فقوة الإيمان خير مُعين للمسلم في ثباته على الدين، والاستمرار في حمل دعوته.
- استشعار الثواب العظيم، الذي أعدَّه الله للثابتين على دينهم المتمسّكين به.
- المحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل؛ ففي ذلك خير عون للمسلم للثبات على الدين؛ إذ يقذف في قلب المسلم نوراً وبصيرة يبدد به ظلمة الأهوال والمحن.
- تلمس سِيَرِ وأخبار الثابتين على الدين قديماً وحديثاً؛ كثبات بلال بن رباح ـ رضي الله عنه ـ وشعاره الخالد (أحداً أحداً) وثبات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مواطن متعددة من الدعوة، وثبات الثابتين على الدّين في مراحل الدعوة الإسلاميّة المتعددة عبر التاريخ، وثبات الدعاة الصادقين الذين سطّروا أمثلةً رائعةً في ثباتهم على الدين.
- الوعي القوي، والثقافة العالية، بفكرة الدعوة وفضل الثبات عليها، ومن ذلك معرفة ما يتطلّبه المبدأ من صاحبه من التزامات وتضحيات.
- قوّة الإرادة والعزيمة، وغير ذلك من صِفات نفسيَّة عظيمة، لها أثر عظيم في تحقيق صفة الثبات على الدين.
- معرفة ما أعدّه الله للمؤمنين الصادقين الثابتين على دينهم من أجر عظيم، وثواب جزيل يوم القيامة.
آثار الثبات على الدين
- شعور المسلم الدائم بالعزّة والكرامة.
- نيل محبة الله ورضوانه، واستحقاق جنته.
- توفيق الله ـ سبحانه ـ للمسلم في شؤون حياته، إذ إنَّ هذا من كرمه ـ سبحانه ـ وعدله مع العاملين لشريعته، والثابتين على دعوته.
- استحقاق المجتمع المسلم للنصر والتأييد من الله ـ سبحانه وتعالى.
- قوة المجتمع المسلم وتماسكه وترابطه.
- تحقيق هيبة المجتمع المسلم، والأمَّة المسلمة أمام المجتمعات والأمم الأخرى.
- الشعور الدائم بالسعادة، رغم قسوة المحن.
إنَّ من مقتضيات الدعوة وجود المحن وتوالي الشدائد، وبأشكال متعددة ومتنوعة، وفي شتّى مجالات الحياة، ومن محطات التفاضل بين المؤمنين وجود الاختلاف في درجة الثبات على الدين لديهم؛ ففي ذلك يتميَّز المؤمنون عن بعضهم البعض، فيبدو الإسلام بأبنائه الثابتين مُجتمعاً ناجحاً معطاء، تخَيِّمُ عليه سحائب المجد والعز والفخار، ويتفيّأ أبناؤه ظلال المجد والكرامة والعز.