العلاقة بين الغدة الدرقية والنحافة
الغدة الدرقية
تقع الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Thyroid Gland) في قاعدة الرقبة، وتنقسم إلى فصين يتوزعان على طرفي القصبة الهوائيّة، وتُعدّ الغدّة الدرقيّة مسؤولة عن تنظيم العديد من العمليّات الحيويّة المهمّة في جسم الإنسان، مثل معدّل ضربات القلب، والتنفّس، ودرجة حرارة الجسم، وقوة العضلات، والوزن، إذ تقوم بإفراز الهرمونات المسؤولة عن عمليّات الاستقلاب أو الأيض في الجسم، وهما هرمون ثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine) واختصاراً T3، وهرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) واختصاراً T4، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تنظيم كمية إفراز هذه الهرمونات، حيثُ تؤدي زيادة إفرازها أو انخفاضها إلى حدوث العديد من المشاكل الصحيّة، وتُعدّ منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) مسؤولة عن التحكّم في كميّة إفراز هرمونات الغدّة الدرقيّة عن طريق إفراز الهرمون المنشط أو المنبّه للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid–stimulating hormone) واختصاراً TSH.[1]
العلاقة بين الغدة الدرقية والنحافة
كما تمّ ذكره سابقاً فإنّ هرمونات الغدّة الدرقيّة مسؤولة عن تنظيم عمليّات الأيض في الجسم، والتي بدورها تؤثر في إنتاج الطاقة ومعدّل حرق السعرات الحراريّة في الجسم، وفي حال انخفاض مستوى هرمونات الغدّة الدرقيّة، والذي يحدث نتيجة الإصابة بقصور الدرقيّة (بالإنجليزية: Hypothyroidism) ينخفض معدّل الأيض الأساسيّ (بالإنجليزية: Basal metabolic rate) في الجسم، ممّا ينتج عنه زيادة في الوزن بسبب انخفاض معدّل الاستقلاب في معظم الحالات، أمّا في حال ارتفاع مستوى هرمونات الغدّة الدرقيّة والذي يحدث نتيجة الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) يرتفع معدّل الأيض الأساسيّ في الجسم ممّا يؤدي إلى زيادة معدّل الاستقلاب في الجسم وسرعة خسارة الوزن، حيثُ تُعدّ خسارة الوزن بشكلٍ سريع أحد أبرز علامات الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الحالات لا تؤدي الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة لخسارة الوزن بسبب زيادة شهيّة الأشخاص المصابين بهذه الحالة، ممّا يؤدي إلى زيادة تناولهم واستهلاكهم للطعام، وفي بعض الحالات قد ينتج عن ذلك زيادة وزن الشخص المصاب.[2]
وتعتمد خسارة الوزن الناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية على شدّة الحالة ودرجتها، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض حالات ارتفاع نسبة هرمون الغدّة الدرقيّة الأخرى قد تؤدي إلى خسارة الوزن أيضاً، مثل الوصول إلى المرحلة السامّة من التهاب الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Thyroiditis)، أو في حال تناول جرعة عالية من الأدوية التي تحتوي على هرمونات الغدّة الدرقيّة.[2]
استخدام هرمونات الغدة الدرقية للتنحيف
في الحقيقة تمّ استخدام هرمونات الغدّة الدرقيّة في السابق كأحد طرق المساعدة على خسارة الوزن والتنحيف، حيثُ أظهرت عدّة دراسات فاعليّة هذه الهرمونات في خسارة الوزن بشكلٍ أفضل من اتّباع حمية غذائيّة فقط، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّه عند التوقف عن تناول هذه الأدوية يسترجع الجسم كامل الوزن الذي تمّت خسارته أثناء تناول هذه الأدوية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الطريقة قد تكون مصحوبة بالعديد من المخاطر والمشاكل الصحيّة مثل حدوث بعض المشاكل في عمليات الأيض في الجسم، وخسارة بروتينات العضلات مع كل خسارة للدهون من الجسم.[2]
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
بالإضافة لخسارة الوزن تصاحب الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة العديد من الأعراض الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأعراض تتشابه مع أعراض العديد من المشاكل الصحيّة ممّا يزيد من صعوبة تشخيص الحالة في بعض الأوقات، كما تجدر الإشارة إلى أنّ كبار السنّ الذين يعانون من فرط نشاط الغدّة الدرقيّة قد لا تظهر عليهم أيّ أعراض واضحة، وفي ما يلي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة:[3]
- مواجهة صعوبات في النوم.
- التعرّق.
- الشعور بخفقان القلب (بالإنجليزية: Palpitations)، أو زيادة سرعة نبض القلب عن مئة نبضة في الدقيقة، أو المعاناة من اضطراب النظم القلبيّ (بالإنجليزية: Arrhythmia).
- الرجفة أو الرعشة، وغالباً ما يمكن ملاحظتها في اليدين والأصابع.
- التهيّج العصبيّ، والقلق.
- حدوث تغيّر في الحساسيّة للحرارة؛ إذ يشعر المصاب بزيادة حساسيته للحرارة.
- حدوث تغيّر في نمط الدورة الشهريّة.
- تضخّم الغدّة الدرقيّة؛ إذ يمكن أن يلاحظ المصاب ظهور انتفاخ عند قاعدة الرقبة.
- التعب والإرهاق.
- ترقق الجلد وتقصّف الشعر.
أسباب النحافة الأخرى
هناك العديد من الأسباب الأخرى التي لا ترتبط بنشاط الغدّة الدرقيّة والتي قد تؤدي إلى خسارة الوزن والنحافة، وتجدر الإشارة إلى أنّ مصطلح النحافة يُطلق على الأشخاص الذين يقلّ مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) لديهم عن 18.5، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ الإصابة بالنحافة قد تزيد من خطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحيّة الأخرى، ونذكر عدد من الأسباب التي قد تؤدي إلى النحافة على النحو التالي:[4]
- الوراثة: قد يمتلك بعض الأشخاص جسداً نحيلاً بشكلٍ طبيعيّ نتيجة وراثهم لعدد من الخصائص البدنيّة من العائلة.
- التمارين الرياضيّة الشديدة: حيثُ تؤدي ممارسة التمارين الرياضيّة الشديدة مثل رياضة الركض لمسافات طويلة وبشكلٍ متكرّر إلى خسارة كميّة كبيرة من السعرات الحراريّة، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى خسارة الوزن.
- الأمراض العقليّة: قد تؤدي الإصابة ببعض الأمراض العقليّة إلى التأثير في رغبة أو شهية الشخص المصاب في تناول الطعام، ممّا ينعكس على وزنه، ومن الأمثلة على هذه الأمراض والاضطرابات العقلية الاكتئاب، والقلق، والاضطراب الوسواسيّ القهريّ (بالإنجليزية: Obsessive-compulsive disorder).
- المشاكل الصحيّة: قد تؤدي الإصابة ببعض المشاكل الصحيّة إلى فقدان الشهيّة، أو الإصابة بالغثيان، والإسهال، والتقيؤ المزمن، ممّا يؤدي إلى خسارة الوزن، مثل الإصابة بمرض السكريّ، وأمراض الغدّة الدرقيّة، ومرض السرطان، وعدد من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضميّ، مثل داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease)، والتهاب القولون التقرحيّ (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).
المراجع
- ↑ Bridget Brady, "Thyroid Gland: Overview"، www.endocrineweb.com, Retrieved 26-9-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Thyroid and Weight", www.thyroid.org, Retrieved 26-9-2018. Edited.
- ↑ "Hyperthyroidism", www.mayoclinic.org,28-10-2015، Retrieved 26-9-2018. Edited.
- ↑ Rachel Nall, "What are the risks of being underweight?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-9-2018. Edited.