-

نتائج غزوة بدر الكبرى

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

غزوة بدر الكبرى

تسمّى غزوة بدر العظمى، أو بدر القتال، وتُسمى كذلك يوم الفرقان؛ لأن الله -تعالى- فرّق فيها بين الحق والباطل، وهي الغزوة التي أعزّ الله -تبارك وتعالى- فيها عباده المسلمين، وأذلّ الشرك وأهله، وجمعت غزوة بدر آيات كثيرة، وبراهين مشهودة، وحقّق الله -تعالى- فيها لعباده المؤمنين ما وعدهم من إحدى الطائفتين، وكانت غزوة بدر نعمةً وقوةً للمسلمين، وبلاءً ونقمةً على الكافرين،[1] ووقعت غزوة بدر الكبرى في يوم الجمعة الموافق للسابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية من الهجرة.[2]

نتائج غزوة بدر الكبرى

انتهت غزوة بدرٍ الكبرى بانتصارٍ ساحقٍ للمسلمين، وهزيمةٍ فادحةٍ للمشركين، وفيما يأتي نتائج غزوة بدرٍ الكبرى:[3]

  • الشهداء من المسلمين: كان عدد المسلمون يوم بدر ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً، منهم ثلاث وثمانون رجلاً من المهاجرين، ومن قبيلة الأوس ستون رجلاً، ومن قبيلة الخزرج مئةٌ وسبعون رجلاً، واستشهد منهم في بدر أربعة عشر رجلاً، وهم: عُبيدة بن الحارث بن المطلب، وعمير بن أبي وقاص، وذو الشمالين ابن عبد عمرو بن نضلة، وعاقل بن البُكير، ومِهجع مولى عمر بن الخطاب، وصفوان بن بيضاء، وسعد بن خيثمة، مُبشِّر بن عبد المنذر بن زنبر، ويزيد بن الحارث، وعمير بن الحُمام، ورافع بن المُعلَّى، وحارثة بن سُراقة بن الحارث، وعوف بن الحارث بن رفاعة، ومُعوِّذ بن الحارث بن رفاعة.
  • قتلى المشركين: قُتل من المشركين يوم بدرٍ سبعون رجلاً، وأسماء من أُحصيَ منهم ما يأتي: حنظلة بن أبي سفيان، والحارث بن الحضرمي، وعامر بن الحضرمي، وعمير بن أبي عمير، وابنه مَوليان، وعُبيدة بن سعيد بن العاص، والعاص بن سعيد بن العاص، وعقبة بن أبي مُعيط، وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس، والوليد بن عتبة بن ربيعة، وعامر بن عبد الله، والحارث بن عامر بن نوفل، وطُعيمة بن عدي بن نوفل، وزمعة بن الأسود بن المطلب، والحارث بن زمعة، وعقيل بن الأسود بن المطلب، والعاص بن هشام بن الحارث، ونوفل بن خويلد بن أسد، والنضر بن الحارث بن كلدة، وزيد بن مُليص، وعمير بن عثمان بن عمرو، وعثمان بن مالك بن عبيد الله، وأبو جهل عمرو بن هشام، والعاص بن هشام بن المغيرة.
  • أسرى المشركين: بلغ عدد الأسرى من المشركين سبعين رجلاً، وقد استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- عند عودته إلى المدينة أصحابه- رضوان الله عليهم- في حكم الأسرى، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله إنهم قد كذّبوك، وقاتلوك، وأخرجوك من مكة، فأرى أن تضرب أعناقهم؛ حتى يعلم الناس أنه ليس في قلوبنا مودّةٌ للمشركين، ووافقه على ذلك سعد بن معاذ وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله هؤلاء أهلك وقومك، وقد منحك الله -تعالى- الظفر والنصر عليهم، فأرى أن تأخذ منهم الفدية ولا تقتلهم، فيكون ما أخذنا منهم من مالٍ قوةً لنا على قتال الكفار، وعسى الله أن يهديهم بك فيكونوا من أنصارك، واختار النبي -صلى الله عليه وسلم- رأي أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، ولما تمَّ الفداء أنزل الله -تعالى- نهيه عن اتّخاذ الأسرى قبل الإثخان في قتل الذين يحاربون الله ورسوله، فقال الله تعالى: (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ).[4][5]

أسباب غزوة بدر الكبرى

كان سبب الغزوة أن قافلة قريش التجارية بقيادة أبي سفيان أفلتت من النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ذهابها من مكة إلى الشام، ولما اقترب رجوع قافلة قريش من الشام إلى مكة، بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى شمال المدينة؛ ليقوما باكتشاف أخبار القافلة، فوصلا إلى منطقةٍ تسمّى الحوراء، وأقاما فيها حتى مرَّ بهما أبو سفيان بالقافلة التجارية، فأسرعا إلى المدينة المنورة، وأخبرا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمر وصولها، وكانت قافلة قريش غنيمةً ذهبية لمعسكر المسلمين، وضربةً موجعةً لقريشٍ لو أنهم فقدوا هذه الثروة الطائلة، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: (هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها).[6][7]

خروج النبي إلى بدر

انتدب النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه للخروج إلى القافلة، وأمر من كان حاضراً بالنهوض والخروج فوراً، ولم يتجهّز للخروج تجهيزاً تاماً؛ لخروجه مسرعاً من المدينة، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه ثلاثمئةٍ وبضعة عشر رجلاً من أصحابه رضوان الله عليهم، ولم يكن مع المسلمين إلا فرسان، فرسٌ للزبير بن العوام، وفرسٌ للمقدام بن الأسود الكِندي، وكان معهم سبعون بعيراً يتناوب الرجلان والثلاثة منهم في الركوب على البعير الواحد، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتناوب على بعيرٍ واحدٍ مع علي بن أبي طالب، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي، واستخلف النبي -صلى الله عليه وسلم- على المدينة المنورة ابن أم مكتوم، فلما بلغ منطقة الروحاء ردَّ أبا لبابة بن عبد المنذر إلى المدينة واستعمله عليها، وأعطى اللواء لمصعب بن عمير، ودفع الراية الواحدة إلى علي بن أبي طالب، وأعطى راية الأنصار لسعد بن معاذ، وجعل على ساقة الجيش قيس بن أبي صعصعة، وبعث بسيس بن عمرو الجهني وعدي بن أبي الزغباء إلى موقع بدر يتجسّسان له أخبار القافلة.[8]

المراجع

  1. ↑ محمد الصالحي (1993)، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 18، جزء 4. بتصرّف.
  2. ↑ موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة الأولى)، الكويت: المكتبة العامرية، صفحة 329، جزء 2. بتصرّف.
  3. ↑ ابن هشام (1955)، السيرة النبوية (الطبعة الثانية)، مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، صفحة 706-715، جزء 1. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأنفال، آية: 67.
  5. ↑ محمد الباجوري (1425)، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفيحاء، صفحة 107-112. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في فقه السيرة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 218، صحيح.
  7. ↑ صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الهلال، صفحة 184. بتصرّف.
  8. ↑ السيد الجميلي (1416)، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بيروت: دار ومكتبة الهلال، صفحة 28. بتصرّف.