حقوق الأبناء على الوالدين طب 21 الشاملة

حقوق الأبناء على الوالدين طب 21 الشاملة

الأسرة

تُعد الأسرة عماد المُجتمع ونواته الصّلبة، واللّبنة الأساسيّة فيه، ولذلك عني الإسلام بها واهتمّ برعايتها رعايةً كاملةً، وبيّن أفضل الطّرق والسُّبل لإقامتها على النّهج القويم، وأمر الوالدين بإحسان تربية أبنائهم وحسن رعايتهم، وقد هيّأ لذلك شتّى الوسائل والسُبل؛ فبدأ بحُسن اختيار الزّوجين كلّ منهما للأخر؛ فيجب أن ينبني اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها على أساس الدين والتّقوى لا على أساسٍ غير ذلك، كالمال والجاه والنّسب، وقد قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في ذلك: (تُنْكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها، فاظفر بذاتِ الدِّينِ تربت يداكَ)،[1] ومن ثمّ دعا الإسلام إلى الاهتمام بالأولاد وإعطائهم كافّة حقوقهم، فكما أنّ للوالدين حقوقاً يجب على الأبناء أداؤها، فقد أعطى الإسلام لكلّ ذي حق حقّه؛ فكما للوالدين حقّ على أبنائهم وعليهم واجبات تجاههم، وكذلك العكس، فإنّ للأبناء حقّ على والديهم وعليهم واجبات تجاههم.

معنى حقوق الأبناء

المقصود بحقوق الأبناء على آبائهم تلك الحقوق التي رتّبها الشّارع الكريم -عزَّ وجلّ- على الوالدين تجاه أبنائهم من قبل أن يولدوا وحين استقرارهم في بطون أمهاتهم وهم أجِنّة، وبعد أن يُولَدوا ويصلوا إلى سن البلوغ وينشؤوا على أكمل صورة، إلى أن يستقلّوا بحياتهم بعد انتهاء دراستهم ونضجهم وزواجهم، أو التحاقهم بالعمل العام والحصول على مصدر رزق لهم ولأبناءهم فيما بعد.[2]

حقوق الأبناء على الوالدين

إنّ حقوق الأبناء على الآباء منصوص عليها في القرآن الكريم والسنّة النبويّة المُطهّرة في الكثير من المواضع، ومن تلك النصوص ما جاء في القرآن الكريم من قول الله عزَّ وجلَّ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)،[3] فالآية الكريمة بيّنت أن الإنسان مأمور بوقاية نفسه وأهله، الذين هم زوجه وأولاده، من النار، فعليه ان يُصلح نفسه أولاً، ثم يُصلح أهله زوجته وأولاده، ويتعهّدهم بالطّاعة وفعل ما أمر الله وترك ما نهى عنه، والأبناء مذكورون في هذه الآية؛ فعلى الوالدين توجيههم وتربيتهم التّربية الصّالحة لوقايتهم من النّار بفعل المأمورات وترك المُنكرات، أمّا في السنّة النبويّة فيقول المُربّي رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في تربية الأبناء ورعايتهم: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فالإمامُ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِه، وهو مسؤولٌ عن رعيّتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها، وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في مالِ أبيه وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه)،[4] ففي هذا الحديث النبويّ بيان أنّ كل شخص مسؤول عن كلّ من هم تحت يديه، وقد ذكر الحديث أنَّ كُلاً من الرجل والمرأة مسؤول عن رعيّته، ويدخل في رعيتهما أبناؤهما؛ فهما مسؤولان عنهم بتربيتهم وإعطائهم حقوقهم.

من حقوق الأبناء على والديهم ما يأتي:[5]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1466.
  2. ↑ عبد الحميد إسماعيل الأنصاري، حقوق الاولاد قبل الوالدين، قطر: كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية جامعة قطر، صفحة 314. بتصرّف.
  3. ↑ سورة التحريم، آية: 6.
  4. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4569، صحيح.
  5. ↑ "حقوق الأبناء على أبائهم"، إسلام ويب، 6-10-2002، اطّلع عليه بتاريخ 24-1-2017. بتصرّف.