حكم زواج المسلم من اليهودية
حكم زواج المسلم من يهودية
أفتى العلماء بإباحة زواج المسلم من الكافرة الكتابية، سواءً كانت يهوديةً، أم نصرانيةً، وقد اشترطوا في ذلك الزواج أن تكونَ الكتابيةُ مُحصَنةً، أي حرّةً عفيفةً بعيدةً عن الزنا، وسوء الأخلاق، وقد استدلوا على هذا الرأي بقوله تعالى:(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ).[1]وقد كره بعض الصحابة زواجَ المسلم من الكافرة الكتابية خِشيةً من ميل الزوج إلى دينها، واعتناقه، كما كرهه آخرون بسبب أنّ الزوجة الكتابية قد تجرّ أولادها إلى دينها، فيكونوا يهوداً، أو نصارى بدلاً من أن يكونوا مسلمين، والأولى للمسلم أن يتزوجَ المسلمةَ العفيفةَ،[2]وقد كان الصحابي عبد الله بن عمر يرى عدمَ الزواج من الكتابية، بسبب اعتقادها أنّ المسيح هو الله، وهذا شرك أكبر، وكفر عظيم، والصحيح ما نقله ابن قدامة الحنبلي من إجماع سلف الأمة على إباحة، وحل نساء أهل الكتاب، وأنّهنّ لا يدخلن في صنف المشركات اللاتي حرم الله الزواج بهن.[3]
حكم الزواج من الوثنية والمشركة
أمّا الوثنية والمشركة من غير أهل الكتاب فلا يحلّ الزواج منها مطلقاً، وكذا الزواج من شيوعية، أو مجوسية، وما شابههم، قال تعالى: (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ)،[4] وهذه الوثنية ممن يعبد الأحجار، سواءً كانت من العرب، أو من غيرهم.[5]
حكم زواج المسلمة من غير المسلم
أمّا حكم زواج المسلمة من غير المسلم، حتى لو كان يهودياً، أو نصرانياً فلا يجوز مطلقاً، لقوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ).[6] وتظهر الحكمة في تحريم زواج المسلمة من غير المسلم في أنّ زوجَها قد يسيء إلى مشاعرها، واعتقادها، لأنّه لا يؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام، بعكس الرجل المسلم الذي يتزوج نصرانية، فهو يؤمن بالمسيح، وموسى عليهما السلام، ولا يسيء لهما، كما أنّ من مقتضيات القوامة في الأسرة أن يكون للزوج الكافر سلطةً عليا على زوجته المسلمة، وهذا لا يجوز.[7]
المراجع
- ↑ سورة المائدة ، آية: 5.
- ↑ "حكم زواج المسلم بغير المسلمة "، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.
- ↑ "حكم نكاح نساء أهل الكتاب "، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة ، آية: 221.
- ↑ "حكم زواج المسلم من غير المسلمة والعكس "، الإسلام سؤال وجواب ، 2002-7-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.
- ↑ سورة الممتحنة ، آية: 10.
- ↑ الدكتور نوح علي سليمان (2012-7-26)، "حكم زواج المسلم والمسلمة من غير المسلمين / فتوى رقم 2433"، الموقع الرسمي لدائرة الافتاء الأردنية ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-15. بتصرّف.