وُلِد العالِم، والنابغة ثابت بن قرّة الحراني الصابي، الذي يُكنّى بأبي الحسن، ويُلقَّب بإقليدس العرب في مدينة حرّان التركيّة في عام 836م، وكرّس حياته لدراسة جوانب مختلفة من العلوم، منها: الفيزياء، والفلك، والهندسة، والطبّ، علماً بأنّ إبداعه برزَ في الرياضيّات بشكل كبير، كما أنّه ظلّ مُتجوِّلاً في ميادين العلوم، والمعارف إلى أن تُوفِّي -رحمه الله- في مدينة بغداد عام 901م.[1]
نشأ ثابت بن قرة، وترعرع في مدينة حرّان، وعمل منذ صِغره في مجال التجارة، كما أبدى في ما بعد اهتماماً بدراسته، وتعليمه؛ فدرس الرياضيات، والفلسفة، إلّا أنّ معارضة أهل مذهبه لآرائه الفلسفيّة أجبرته على مغادرة المدينة، والتوجُّه نحو كفر توما، فحظي خلال طريقه بلقاء العالِم الشهير محمد بن موسى الخوارزميّ الذي أخذه، وصحبه معه إلى مدينة بغداد، وفيها التقى بالخليفة العبّاسي المُعتضد الذي أبدى إعجاباً شديداً بثابت بن قُرّة؛ لما يملكه من مكانة علميّة مرموقة، فأدخله جملة المُنجِّمين، حيث نال شُهرة واسعة بعد ذلك، وذاع صِيته بين الناس، واستزاد في علمه حتى أصبح من أعظم المهندسين، والرياضيّين العرب، كما برع في علوم الفلك، والكيمياء، والطبّ، والفلسفة.[2]
برعَ ثابت بن قرّة بشكل مُميّز في مجالَي الرياضيّات، والفلك، حيث توصَّل فيها إلى تحقيق عدد من الإنجازات العظيمة، وفيما يلي ذِكر لأهمّها:[1]
وضع العالِم ثابت بن قُرّة العديد من المُؤلَّفات في مختلف الميادين العلميّة التي اهتمَّ بها، وفيما يلي ذِكر لأهمّ هذه المُؤلَّفات:[3]