-

العالم الذي اكتشف الدورة الدموية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الدورة الدمويّة الصغرى

تنقسم الدورة الدمويّة في الجسم إلى الدورة الدمويّة الصغرى والدورة الدمويّة الكبرى، فالدورة الدمويّة الصغرى تنحصر بين القلب والرئتين، إذ ينقسم القلب إلى أربع حجرات؛ أذين أيمن، وبطين أيمن، وأذين أيسر، وبطين أيسر، وينتقل الدم المحمّل بثاني أكسيد الكربون والسموم عبر الأوعية الدموية من البطين الأيمن إلى الرئتين ليتم استبدالها بالدم المحمّل بالأكسجين والغذاء، ثمّ ينتقل عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر في القلب ليوزعه إلى أعضاء الجسم.

مكتشف الدورة الدمويّة الصغرى

إنّ مكتشف الدورة الدموية الصغرى هو أبو الحسن علاء الدين ابن أبي الحزم الملّقب بابن النفيس القرشي، وولد عام 607هـ في مدينة دمشق، ودرس الطب على يد أشهر الأطباء في ذلك العصر مهذب الدين الدخوار، كما مارسه ببراعة ونجاح، وعندما انتقل إلى القاهرة زمن الملك الكامل الأيوبي مارس الطب واختاره بعد ذلك السلطان بيبرس ليكون طبيبه الخاص فأصبح عميداً للمستشفى المنصوري.

تتبّع ابن النفيس مسار الدم في العروق واستطاع وصف الدورة الدموية الصغرى، حيث أثبت أنّ الدم يُنّقى في الرئتين وأنّ اتجاه الدم ثابت يمر من التجويف القلبي الأيمن إلى الرئة ليختلط مع الهواء فيها، ثمّ ينتقل عبر الشريان الوريدي من الرئة إلى التجويف الأيسر للقلب، حيث إنّ الدم القادم من الكبد يكون غليظاً إلى التجويف الأيمن ويتم تلطيفه هناك، ثمّ ينتقل عبر الشريان الوريدي إلى الرئة وهناك يقسم إلى قسمين: قسم رقيق تتم عملية تصفيته في مسام الشريان الرئوي، والقسم الآخر غليظ يبقى في الرئة، ويصل القسم الرقيق إلى التجويف الأيسر للقلب الذي يضخه بدوره إلى بقية أعضاء الجسم.

الدورة الدمويّة الكبرى

تتم الدورة الدموية الكبرى بين القلب وأجزاء الجسم المختلفة باستثناء الرئتين، فينقل الشريان الأبهر الدم المليء بالأكسجين إلى الشرايين والشعيرات الدموية المنتشرة في الجسم، ويتم امتصاص ثاني أكسيد الكربون والسموم عبر الأوردة الصغيرة، ثمّ ينتقل الدم إلى الأوردة الأكبر ثمّ إلى الوريد الأجوف الذي ينقل هذا الدم إلى قسم القلب الأيمن، لتبدأ الدورة الدموية الصغرى.

مكتشف الدورة الدمويّة الكبرى

إنّ مكتشف الدورة الدموية الكبرى هو العالم الإنجليزي ويليام هارفي الذي وُلد عام 1578م في مدينة فولكستون في إنجلترا، ودخل هارفي كلية الطب في عمر الخامسة عشر حيث فاز بمنحة مجانية تغطي تكاليف الإقامة والتعليم لمدة ست سنوات، وقد استطاع اكتشاف سير الدم في الجسم من خلال ملاحظته الشخصية فلم يعتمد على الكتب والنظريات السابقة، وقد كانت تجاربه التشريحية على الحيوانات، فاستطاع تتبّع سير الدم فيها ومن هنا توصّل إلى اتجاه حركة الدم في الجسم.