صناعة السفن في اليابان
الصناعة في اليابان
رغم تَعرُّض اليابان للدمار بسبب ضربها بالقنبلة النووية عام 1945م، وتدمير مدينتي ناجازاكي وهيروشيما بالكامل، إلى جانب قلة المواد الخام لديها، وصغر مساحتها بالمقارنة مع القوى العالمية الأُخرى، استطاعت أن تحجز لها مكانةً اقتصاديّة مهمّة على المستوى العالمي؛ فهي رائدة في مجال التكنولوجيا الحديثة خاصةً صناعة (الروبوت)، وصناعة الحديد والصلب، وتصنيع السيارات.
كما تعدّ اليابان الأولى عالميّاً في مجال صناعة السفن؛ فهي تملك أكبر أسطول تجاري في العالم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن صناعة السفن في اليابان، ومنافستها في هذا المجال، وسر تفوقها على الدول الأخرى.
صناعة السفن في اليابان
يعود إنتاج نصف عدد السفن حول العالم عبر عقود طويلة إلى دولة اليابان، حيث تتميّز هذه السفن المُصنّعة باحتوائها على أحدث الأجهزة والتقنيات التكنولوجية، بالإضافة إلى ضخامة حجمها كناقلات النفط العملاقة، تُصدِر هذه الدولة ما يقارب الستين بالمئة من إنتاجها إلى السوق العالميّة، حيث تملك أكثر من ألفي حوض لبنائها، منها أكثر من خمسين حوضاً مُخصصة لصناعة السفن العملاقة، وتعدُّ يوكوهاما، وأوزاكا، وكوبي من الموانئ الكبيرة لصناعة السفن فيها، بينما تُعتبر العاصمة طوكيو المركز الرئيسي لبنائها.
نقصد بحوض بناء السفن: الموقع الذي يتم فيه صنع المراكب والسفن بمختلف أنواعها، ويوجد موقعها بالقرب من البحر؛ وذلك لتسهيل الحصول على المواد الخام اللازمة لعمليّة الصناعة، ولتسهيل إنزال السفينة إلى البحر عند الانتهاء من صناعتها، كما يتم أيضاً في حوض بناء السفن الشبيه بأيّة ورشة بناء؛ صيانة وإصلاح وتأهيل جميع أنواع السفن والمراكب البحريّة.
تُعتبر الصين وكوريا الجنوبية المنافستين الأقوى لليابان في مجال هذه الصناعة، حيث قامت الصين بزيادة حجم إنتاجها خلال الأعوام القليلة الماضية، وحصلت عام 2010م على نسبة تفوق الثلاثة والأربعين بالمئة من إجمالي إنتاج السوق العالمية في صناعة السفن، وهناك أكثر من خمس شركات صينيّة لصناعتها، بينما ظلت كوريا الجنوبيّة لسنوات تتناوب مع اليابان على المرتبة الأولى لصناعتها، وقد فازت بأربعة وأربعين بالمئة من إجمالي الطلبات العالميّة لبنائها خلال عام 2006م متفوقة بذلك على منافستيها اليابان والصين.
أسرار تفوق اليابان صناعيّاً
يعود تفوق اليابان صناعيّاً إلى عدة عوامل أهمها:
- طبيعة الشعب الياباني: فاليابانيون يمتلكون مبادئ فريدة في الحياة تؤهلهم لدرجة التطور الهائل الذي وصلت إليه بلدهم كضرورة الاعتماد على النفس، وتنظيم الوقت، وتدريب الطفل على الانغماس في صناعة التكنولوجيا وتطويرها منذ سنوات عمره الأولى.
- وفرة الأيدي العاملة فيها: وتأهيلها، وتحقيق التقدم التكنولوجي بسرعة هائلة.
- اعتماد نظرية الجودة الشاملة في مختلف صناعاتها: وتعني هذه النظرية الاعتناء بجودة كل مرحلة إنتاجية بشكلٍ مُنفصل، وبالتالي إلغاء أدنى احتمالية للخطأ أثناء عمليّة التصنيع؛ ما جعل المُنتج الياباني مُنتجاً عالميّاً بجدارة.