مراحل تطور البحث العلمي
البحث العلمي
أضحى البحث العلمي اليوم من مرتكزات الحياة العلمية وضروراتها، فلا تكاد تخلو جامعة أو مؤسسة تعليمية متقدمة من اعتمادها البحث العلمي كأحد وسائل إثراء المعلومات وتتبعها وسبر أغوارها والوصول إلى أفضلها، فهو عنوان مهم في العملية التعليمية التعلمية لا سيما في المراحل الدراسية المتقدمة كالجامعات وغيرها، ومرّ البحث العلمي بمراحل حتى وصل إلى صورته الحاليّة، وهناك أهمية عظيمة للبحث العلمي في الحياة التعليمية وفي ميادين الحياة بشكل عام.
مراحل تطور البحث العلمي
مرحلة التجربة والخطأ
يعتمد فيها الباحث على مجموعة من التجارب التي يخطئ فيها أحياناً ويصيب احياناً أخرى، إلى أن يصل إلى الموقف أو التفسير الصحيح للحقيقة أو الظاهرة العلمية.
مرحلة الاطلاع على الآراء السابقة
يعتمد فيها الباحث على الآراء أو الأفعال التي سبقه بها غيره من المفكرين والقادة وأصحاب الرأي، وما تتميز به هذه المرحلة هو أنّ ما يتم التوصل إليه من قبل الباحث محتمل للخطأ والصواب، ولا يوجد جزم فيه ويغلب عليه الطابع الظني والاجتهادي.
مرحلة الجدل والتخمين
يعتمد فيها الباحث على ما يدور بينه وبين علماء عصره من منقاشات ومناظرات علمية، تعقبها بلورة ما يتلخص إليه من نتائج علمية.
مرحلة التجربة العلمية
يعتمد فيها الباحث ولا سيما في العلوم الطبيعية التجريبية على إجراء التجارب العلمية على الفرضيات التي يضعها بناءّ على ملاحظاته وصولاً إلى استنتاجاته من جملة ما يقوم به من تجارب.
سبق القرآن الكريم كلّ الباحثين في هذه الناحية فقد جمع الله سبحانه خطوات البحث العلمي في مرحلته المتقدمة، في قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36] فالآية كما يشير العلماء صريحة في حديثها عن الملاحظة، والتجربة، والاستنتاج، وهي أقواعد أساسية لأي بحث علمي ناجح.
فوائد البحث العلمي وآثاره
- الوصول إلى المعلومة والحقيقة العلمية الصحيحة.
- تعويد الطالب على البحث والاستكشاف
- إثراء ما يحتاج إلى ذلك في المنهاج العلمي المقرر.
- معرفة الطالب لقائمة طويلة من المصادر والمراجع العلمية، وفي ذلك زاد علمي وثقافي له عظيم.
- تشجيع البحث، والاجتهاد، والابتكار.
- الإسهام في إحداث نهضة علمية شاملة.
- تحقيق ما يحتاجه المجتمع في شتى المجالات كثمرة للبحوث العلمية.
- البحث عن البدائل المناسبة في مراحل الحياة وظروفها المختلفة.
في خضم إعداد الباحث لبحثه العلمي، وحتى يكون بحثه على درجة من المصداقية، ويلاقي القبول والاهتمام، لا بدّ من اعتماد نهج المصداقيَّة العلمية والشفافيّة، والتأكد من صحة المعلومات ابتداءً ثمّ صحة نسبة المعلومات لمصادرها المستقاة منها، وفي هذين المرتكزين يُبدع باحثون ويخطئ آخرون.