قصة حمزة بن عبدالمطلب
حمزة بن عبد المطلب
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عمارة رضي الله عنه، هو عمّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أخوه في الرّضاعة كذلك، فقد أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- أيضاً، وحمزة أكبر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين فقط، وكان من السابقين في اتّباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والدخول في الإسلام، أسلم في السنة الثانية من البعثة، ونصر الرسول عليه السلام، فقد كان المسلمون قبل إسلامه وإسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- لا يجرؤون على الظهور أمام المشركين وإعلان إسلامهم، ولكنّهم بعد إسلامهما خرجوا في صفَّيْن؛ صفّ يقوده عمر وصف يقوده حمزة.[١][٢]
وقد آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين حمزة وزيد بن حارثة، وكان حمزة ممّن شهدوا غزوة بدر مع المسلمين، وقد أبلى فيها بلاءً حسناً؛ فقد قتل شيبة بن ربيعة وطعمة بن عدي، وشارك في قتل عتبة بن ربيعة أيضاً، وقيل إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- عقد له لواءً كان أول لواءٍ يُعقَد في الإسلام، وخرج بعدها في غزوة أحد إلى أن قتله وحشي في منتصف شهر شوال من السنة الثالثة للبعثة وهو لم يكمل الستين بعد، لقّبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأسد الله في حياته، وأطلق عليه اسم سيّد الشهداء عند استشهاده، ورُوِي عنه أنّه قُتِل في غزوة أحد قرابة ثلاثين شخصاً من الكفّار، وقد دفنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع عبد الله بن جحش في قبر واحد.[١]
قصّة إسلام حمزة بن عبد المطلب
مرّ أبو جهل مرّةً بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو واقف على الصفا يدعو الله -عز وجل- ويناجيه، فما كان منه إلا أن يذهب إليه كعادته ويأخذ بسبّه وشتمه بأسوء الشتائم وأقذعها، إلا أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ظلّ صامتاً ولم يُجبه، فازداد أبو جهل اغتراراً بنفسه وأفعاله حتى حمل حجراً وقذف به رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشجّه وأسال الدم منه، ثمّ عاد أبو جهل إلى نادي قريش ضاحكاً مُتفاخِراً بما صنع برسول الله عليه السلام، وقد رأت إحدى الإماء ما حصل بينهما ثمّ مضت إلى أن رأت حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وهو عائد من الصيد كعادته، ورغم أنّها لم تكن على الإسلام إلا أنّها وبتقدير من الله -عزّ وجل- قصّت ما رأته بين أبي جهل ومحمد -صلى الله عليه وسلم- عليه، وحين سمع ما حصل تحركت في نفسه عواطف المحبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومشاعر النخوة تجاه المظلوم، فما وجد من نفسه إلا الاندفاع للقيام بأمر غريب.[٣]
مع أن حمزة- رضي الله عنه- كان حينها كافراً إلا أنّه اندفع بشكل غريب نحو أبي جهل، الذي كان حينها ما يزال جالساً بين سادة قريش وأشرافها عند المسجد الحرام، وعندما وصل إليه وقف أمامه ورفع قوسه دون تردد أو ارتياب وضربه به على رأسه ضربة قوية، شجّ منها رأسه وسال دمه أيضاً، فكان ذلك قصاصاً لما فعله برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أنّه زاد عليه الإهانة الحاصلة له أمام قومه، ومع ذلك فلم يكتفِ حمزة -رضي الله عنه- بهذه الضربة، بل أراد أن يغيط أبا جهل أكثر من ذلك، وعلم أنّه لا يغيظه شيء أكثر من الإسلام، فقال له: (أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟).[٣]
كان هذا الموقف بالنسبة لحمزة موقفاً غريباً، فقد سمع بالإسلام سنواتٍ طويلةً إلا أنّه لم يدخل به، فكيف لموقف كهذا أن يؤثر به لدرجة أن يدخل في الإسلام، وهكذا عاد إلى بيته وهو في صراع مع نفسه، فهو لم يقتنع بالإسلام فعلاً بعد، وفي الوقت نفسه فقد قال كلمته أمام الناس بأنه قد دخل في الإسلام، ثمّ قرر بفطرته السليمة الالتجاء إلى الله -تعالى- ودعاه بأن يجعل له من أمره خيراً، فدعا الله وقال: (اللهم ما صنعتُ؟ إن كان خيراً فاجعل تصديقه في قلبي، وإلّا فاجعل لي ممّا وقعت فيه مخرجاً)، فألهمه الله -تعالى- أن يذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستشيره ويرى رأيه، فأقبل عليه -صلى الله عليه وسلم- وأخذ يدعوه ويعظه ويذكّره ويخوّفه حتى انشرح صدره وآمن برسول الله -عليه الصلاة والسلام- قائلاً له بيقين: (أشهد أنّك الصادق، فأظهر يا ابن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء، وأني على ديني الأول).[٣]
قصة استشهاد حمزة بن عبد المطلب
كان زعماء قريش في غزوة أحد يهدفون لقتل رجلين اثنين؛ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحمزة بن عبد المطلب، فأخذوا يتآمرون ويخططون لكيفية قتلهما، حتى إنّهم وقبل الانطلاق إلى المعركة كانوا قد اختاروا الشخص الذي وكّلوه بقتل حمزة رضي الله عنه، وهو عبد حبشي اسمه وحشي، وقد كان ماهراً في رماية الحربة، ووعدوه بحريته إن هو أنجز ذلك، ثمّ دفعوه إلى هند بنت عتبة لتزيد في تحريضه على ذلك، إذ كانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها وأخاها وعمها وابنها، وقيل لها إنّ حمزة هو من قتل بعضهم وأجهز على بعضهم الآخر، فاستمرت لأيام قبل الغزوة تحثّ وحشياً وتقنعه بمهمة قتل حمزة، ووعدته بمجوهراتها مكافأة له، ففرح لذلك وعزم على فعل ذلك.[٤]
وفي غزوة أحد كان حمزة على عادته من الشجاعة والبسالة، يقاتل الرجال فيقتلهم، ويضرب عن اليمين والشمال، ووحشي واقف يراقبه من بعيد، ويتحيّن الفرصة المناسبة لقتله، فما إن سنحت الفرصة المناسبة حتّى رمى بحربته عليه، فوقعت الحربة بين أسفل بطنه وعانته رضي الله عنه، ثمّ خرجت من بين رجليه، ومع ذلك فقد نهض حمزة -رضي الله عنه- محاولاً اللحاق بوحشي إلا أنه لم يستطع ذلك، فمات شهيداً رضي الله عنه.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "قصة مقتل حمزة بن عبد المطلب"، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-28. بتصرّف.
- ↑ "نبذة مختصرة عن حمزة بن عبد المطلب"، www.fatwa.islamweb.net، 2003-6-2، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-28. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أ.د. راغب السرجاني (2010-4-21)، "قصة إسلام أسد الله حمزة بن عبد المطلب"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-28. بتصرّف.
- ^ أ ب خالد محمد خالد (2016-2-24)، "حمزة بن عبد المطلب"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-28. بتصرّف.