-

قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

موقف إبراهيم من عبادة أبيه للأصنام

كان إبراهيم -عليه السلام- فتىً فطناً نبيهاً، أنعم الله عليه بالفهم والحكمة، فكان يكره الأصنام والتماثيل، ويعجب أشدّ العجب ممّا كان يفعله أبوه وقومه من عبادتهم لتلك الأصنام الصماء، حيث إنّها لا تضرّ ولا تنفع، رغم أنّه وُلد وترعرع في أسرةٍ كافرةٍ تعبد الأصنام، إلّا أنّه لم يتّبع أسرته، وفكّر كثيراً قبل أن يتّبعهم؛ ليهتدي إلى الحقّ، وهكذا يجب أن يكون حال المسلم، لا يتبع ما يفعله الناس دون وعيٍ؛ وإنّما يتحرّى الحقّ في كلّ أموره.[1]

دعوة إبراهيم لأبيه

كان النبي إبراهيم -عليه السلام- مثلاً أعلى في دعوته إلى عبادة الله -تعالى- وحده، وفي أسلوبه اللين في حواره ومجادلته لأبيه وقومه، الذين ابتعدوا كثيراً عن الحقّ والهداية بعبادتهم للأصنام، إذ إنّ الحوار مع الوالدين يجب أن يكون بأسلوبٍ حسنٍ، فالله -تعالى- أوصى بهما في كتابه العزيز، وأوجب برّهما وطاعتهما بالمعروف،[2] قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا).[3]

موقف والد إبراهيم وقومه من دعوته

استمرّ إبراهيم -عليه السلام- يدعو والده إلى توحيد الله -تعالى- بالتي هي أحسن، ويتخيّر ألفاظه، ويُظهر له حبّه وشفقته عليه من الكفر، الذي سيؤول به إلى عذاب الله -تعالى- في نهاية المطاف، ويدعوه مراراً وتكراراً لعدم اتّباع الشيطان، فما كان من أبيه إلّا أن قابله بالتهديد، والغضب، والقسوة، كما قال -تعالى- على لسان أبيه آزر: (قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا)،[4] ولم يؤمن والده، ومات على شركه.[5]

استغل إبراهيم -عليه السلام- فرصة غياب قومه في يوم عيدٍ لهم، فحطّم أصنامهم جميعها، إلّا الصنم الأكبر؛ ليستثير عقولهم، ويُقيم الحجّة عليهم، قال تعالى: (فَجَعَلَهُم جُذاذًا إِلّا كَبيرًا لَهُم لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعونَ)،[6] فلمّا عادوا وجدوا أنّ آلهتهم المزعومة هُدمت وتحطمت، فغضبوا وذُهلوا، وفكّروا في أنّ إبراهيم هو مَن يمكن له أن يُقدم على فعلٍ كهذا، فاتفقوا على حرقه في النار، ولكنّ الله أنجاه منها.[7]

المراجع

  1. ↑ هبة أبو شوشة (4-5-2015م، 15-7-1436هـ)، "قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام (1) للأطفال"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ - (9-7-2002م، 29-4-1423هـ)، "الأسباب التي دعت إبراهيم عليه السلام أن لا يقابل جهل أبيه بجهل مثله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ سورة العنكبوت، آية: 8.
  4. ↑ سورة مريم، آية: 46.
  5. ↑ سهام عبيد (3-4-2014)، "إن إبراهيم كان أمة - (2) دعوة إبراهيم لأبيه آزر"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ سورة الأنبياء، آية: 58.
  7. ↑ سهام عبيد (3-4-2014)، "إن إبراهيم كان أمة - (4) إبراهيم عليه السلام وهدمه لأصنام قومه وإلقاؤهم إياه في النار"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.