-

قصة أصحاب الأخدود

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القصص القرآنية

القصص في اللّغة تعني تتبع الأثر، أمّا القصص في القرآن الكريم فتعني الإخبار عن أحوال الأمم السابقة، والحوادث الواقعة؛ حيث أورد القرآن الكريم قصص الأنبياء كقصة موسى، ونوح، ومحمد، كما أنّه أورد قصص الأمم السابقة كقصة طالوت وجالوت، وأهل الكهف، وأصحاب الأخدود، بالإضافة إلى ذكر بعض الحوادث التي حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كغزوة بدر، وأُحد، وفي هذا المقال سنعرفكم على قصّة أصحاب الأخدود.

‏ أصحاب الأخدود

أصحاب الأخدود هم جماعة من الكفار، حاولوا صرف المسلمين عن دينهم بمختلف وسائل التعذيب، حيث حفروا لهم في الأرض أخدوداً وأشعلوا فيه النار، ثمّ قذفوهم فيه، وقد صبر المسلمون على عذابهم، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة البروج، حيث قال الله عزّ وجل: (قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ‏)‏ ‏[‏البروج‏:‏ 4-‏7]‏، وقد لعنهم الله عزّ وجل لما يفعلونه بالمؤمنين، فقال تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ‏) ‏[‏البروج‏:‏ 8‏]‏، فلم يكن ذنب هؤلاء المؤمنين سوى أنّهم آمنوا بالله عزّ وجل.

قصة أصحاب الأوخدود

إنّ قصة الغلام الذي أرشده الله إلى طريق الخير، والإيمان، والثبات استطاع بفضل من الله أن يزيل عرش الملك المتجبر الذي ادّعى الألوهية من دون الله عزّ وجل؛ حيث كان لهذا الملك ساحر يعتمد عليه في تثبيت ملكه، وتخويف الناس، فكبر هذا الساحر في العمر، وطلب من الملك أن يعين له غلاماً يعلمه أمور السحر، ليخلفه في مهمته، وقد كتب الله الخير لهذا الغلام، ففي أثناء ذهابه للساحر تعرف على راهب مؤمن دعاه للإيمان والتوحيد، فاستجاب له الغلام وآمن بدعوته، ودلّه الراهب إلى طريقة يتخلص بها من الساحر، وقد أجرى الله على يديه الكرامات مثل شفاء المرضى، وإبراء الأبرص والأكمه، وقد اتخذ منها وسيلة لنشر دعوته وتبليغ رسالته.

وقد وصل الخبر للملك عن طريق جليس له كان قد شفاه الله بدعاء الغلام له، فشعر الملك ببوادر فتنة تهدّد مستقبل عرشه، وأراد أن يصل إلى أصل هذه الفتنة، فوصل إلى الغلام وإلى الراهب، فقتل الراهب مباشرة، ولكنّه واستخدم مع الغلام طرق مختلفة من العذاب والتخويف، طمعاً في عودته عن دعوته، ليستفيد من ذلك في تدعيم قواعد حكمه، وكان الله في كلّ مرة ينجيه ممّا هو فيه، ويعيده إلى الملك منتصراً ومتحدّياً له، فلما يئس الملك من قتل الغلام أخبره الغلام بأنّه لن يستطيع قتله إلا بطريقة واحدة يحدّدها الغلام بنفسه، ولم يكن الغلام يطلب الموت بقدر ما كان يريد أن يثبت للناس عجز الملك، وقدرة الله عزّ وجل، فأخبره أنّه لن يستطيع قتله إلا بأن يجمع الناس في صعيد واحد، وأن يصلبه على خشبة، ثمّ يأخذ سهماً من كنانة الغلام، ويرميه به قائلاً: بسم الله رب الغلام، وقد فعل الملك ما قاله له الغلام، وما كاد الغلام يسقط ميتاً حتى تنادى الناس من كل حدب وصوب مرددين: آمنا برب الغلام، وفي هذه اللحظة جنّ جنون الملك، فحفر الأخاديد، وأضرم فيها النيران، وقذف كلّ من أصرّ على الدين فيها، فرضي الناس بالتضحية في سبيل الله، ومن الكرامات التي حدثت في ذلك اليوم أن أنطق الله الرضيع عندما تقاعست أمّه عن اقتحام النار، فكانت آية ثبّت الله بها قلوب المؤمنين.

فوائد قصة أصحاب الأخدود

  • الاهتمام بالأطفال وتربيتهم تربية سليمة، حيث إنّ بطل هذه القصة كان طفلاً أجرى الله على يديه الأحداث السابقة.
  • الثقة المطلقة بالله عزّ وجل، واللجوء إليه في الدعاء، والثقة بالإجابة، كما كان يفعل الغلام.
  • الإصرار على نشر الدعوة، وتبليغ الرسالة لإظهار الحق.
  • تحديد مفهوم النصر، وذلك بانتصار المبدأ، وليس بالانتصار الشخصيّ.