-

موضوع تعبير عن تشرد الأطفال

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأطفال هم بهجة الحياة الدنيا وزينتها، وهم عماد المستقبل الذي ترتكز عليه كلّ حضارات الدول، فأساس ازدهار الدول وتقدمها يكون في إعداد أطفالها ليكونوا قادةً يحملون لواء العلم والمعرفة والثقافة والتقدم، لذلك يجب أن يكون الاهتمام الأكبر في جميع الدول من نصيب الأطفال، ويجب أن يحظوا بجميع الاهتمام من كلّ فئات المجتمع، وبكلّ الوسائل المتاحة.

ظاهرة تشرّد الأطفال تبرز كظاهرةٍ خطيرةٍ جداً، تُلوّث المشهد الحضاري، وتقلب كل موازين الإنسانية رأساً على عقب، وهذا المشهد البائس يتمثل في رؤية الأطفال المتشردين الذين يجوبون الشوارع دون أي معين أو كفيل، ويفتقدون لأجواء الأسرة والاهتمام والرعاية، فظاهرة تشرّد الأطفال تعتبر من الظواهر المنتشرة في الوقت الحاضر، خصوصاً في دول العالم الثالث، حيث الفقر والجوع والحروب.

من أهم أسباب تشرّد الأطفال التفكك الأسري الذي يرمي بالأطفال في عرض الشارع، وتخلّي الأم والأب عن دورهم المقدّس، فيقع الأطفال ضحيةً لكل هذا، كما تلعب بعض الظروف في زيادة نسبة تشرّد الأطفال، وذلك من خلال انتشار عمالتهم، وتوليهم مهاماً أكبر من عمرهم بكثير، تتمثل في تحملهم مسؤولية الإنفاق على أسرهم.

لا يقتصر تشرّد الأطفال على ضياعهم في الطرقات، ونومهم خارج البيوت ودور الرعاية، وإنما يمتدّ إلى مشاكل أعقد من هذا بكثيرٍ، يتمثل في انتشار ظاهرة تسول الأطفال، جنباً إلى جنب مع ظاهرة التشرّد، لأن الطفل المتشرّد بطبيعة الحال يفتقر إلى من يُنفق عليه، فيلجأ إلى التسول وأحياناً إلى السرقة، كي يسدّ رمقه، مما يربي جيلاً منحرفاً، لديه ميول للجريمة، وانحراف خطير في شخصيته.

يشكل انفصال الأطفال عن بيئاتهم الأصلية بذرة التشرّد الأولى، وبداية دمار المجتمع وبنيته الأساسية، لذلك لا بدّ من إيجاد حلولٍ مناسبةٍ للحدّ من ظاهرة التشرّد والسيطرة عليها، وهذه الخطوات يجب أن تكون على مستوى الحكومات والدول، وبتنسيقٍ جماعي من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات والجمعيات الخيرية ودور الرعاية، وتبرز أهمية دور الرعاية وقرى الأطفال وملاجئ الأيتام للأطفال الذين لا يمكن أن يلتمّ شمل أسرهم، نتيجة موت الأم والأب، أو بسبب أنهم أطفال مجهولو النسب.

الأطفال أمانةٌ في أعناقنا جميعاً، وتربيتهم ورعايتهم هي حقٌ لهم وواجبٌ على الجميع، لأن الطفل الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لنا، من حقه أن يعيش طفولته على أكمل وجه، وأن يتلقى تعليمه حتى النهاية، وأن يعيش وسط نظامٍ أسريٍ مترابط، كي نربي جيلاً واعياً، لا يحمل في قلبه الحقد والضغينة لأي أحد، وكي نحميه من نار التشرّد والضياع.