موضوع تعبير عن عيد الاستقلال
عيد الاستقلال هو النور الذي سطع في آخر النفق فأشرقت منه شمس الحريّة، وهو بداية الانعتاق من التبعية للآخر، فالاستقلال أهمّ ما يُمكن أن تسعى إليه الدول، فهو الغاية التي تُبررها كُلّ الوسائل، لأنَّ الوطن غير المستقل يظلّ ناقص الحرية، وتابعًا في جميع سياساته، والاستقلال يعني نهاية عهد العبودية والاحتلال، وتسليم زمام القيادة إلى أبناء الوطن، وتمتع أبناء الوطن بثروات بلدهم بدل أن تظلّ مستغلةً ومنهوبة من الدول المحتلة أو المنتدبة لها، فالاستقلال مثل نجمة عالية يسعى الجميع لقطفها وتعليقها نيشانًا على ياقة الوطن، لهذا فإنَّ أجمل ما يمكن أن يصل إليه كفاح الشعوب هو الحصول على الاستقلال التام والكامل، واستعادة السيطرة على تراب الوطن.
يُصادف عيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في الخامس والعشرين من أيّار من عام 1946م، ويُشكل هذا اليوم بداية عهدٍ جديد للأردن وأبنائه، وهو بمثابة يومٍ احتفالي تتزين فيه الشوارع ومختلف الأماكن بالأعلام والرايات، ويستذكر فيه أبناء الوطن من رجال ونساء وأطفال كيف أنَّ الأردن تخلَّص من الوصاية البريطانية وأصبح دولة ذات كيانٍ مستقل وإرادة حرة، لهذا يُعدّ يوم الاستقلال بمثابة يومٍ ملهم لأبناء الشعب الأردني، يُثير فيهم العواطف الجيّاشة تجاه الوطن ويتجدد انتماؤهم إليه، ويُجددون العهد على رفعته وحمايته، فالوطن أغلى من المال والولد، وإن كان للوطن فصولٌ ومواسم، فالاستقلال هو ربيع الوطن ودفئه وشمسه.
يوم الاستقلال فرصة لإعادة شحن الهمة للنهوض بالوطن، وفرصة للتحفيز على العمل والبناء والنهوض بجميع المرافق التعليمية والصحية والاقتصادية والسياسية، فالوطن الذي يستطيع أن ينتزع استقلاله من دولة أخرى، هو بحق قادر على أن يواكبَ التطور والنمو في جميع مجالات الحياة، ولهذا يقع على مواطنيه عبءٌ كبير ومسؤولية عظيمة يجب أن يكونوا على قدرها، وأن يُثبتوا أنهم قادرين على حمل لواء الوطن دون الحاجة إلى تبعية دولة أخرى، فالاستقلال روحٌ جديدة وولادة جديدة.