-

موضوع تعبير عن العمل

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعبير عن العمل

قال الشاعر أحمد شوقي:

سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَة

لأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ

هل هناك أجمل وأعظم من السعي من أجل العمل وكسب قوتنا؟!، وكيف يكون باستطاعة الإنسان الاستمرار في حياته دون وجود عمل ما يطمح إليه ويهدف إلى تحقيقه، ويحقق له آماله ومساعيه؟ فالعمل هو صمام الأمان الذي يمنح الإنسان حياة كريمة تحميه من الفقر والوقوع في الرذيلة بابتعاده عن الطرق غير المشروعة لكسب المال، ويشكّل له صورة جميلة عمّا يودّ صنعه في حاضره ومستقبله، فالعمل هو جزء منّا ومن ذواتنا وشخصياتنا، وهو الذي يرسم جزءًا لا يُستهان به من حياتنا وكيفيّة العيش فيها، وهو ما يجعلنا منتجين في بلادنا لكلّ ما يفيدها.

إنّ للعمل أثرًا عميقًا في الأفراد بشكل عام، فهو يطوّر من حياتهم ويجعلها أفضل، ويؤمّن لهم قوت يومهم وأموراً مهمة أساسيّة مما يحتاجون، وهو بذلك يؤثر على المجتمع كلّه، كيف لا وهو يقلل نسبة الفقر ويجعل أفراد المجتمع مكتفين ذاتيًا ومحققين لما يتمنون ويرغبون على حصوله؟ فهو يحميه من الآفات والقضايا الاجتماعيّة التي يسببها الفقر عادةً، لذلك حثّ الإسلام على العمل؛ فنجد كلّ رسول بعثه الله تعالى لنا كان يمارس مهنة ما، فلا نجد أيًا منهم صلوات الله عليهم إلا وقد علّمنا أنّ العمل الشريف في أيّ مجال كان يرفع من قيمة الإنسان، قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الحَطَبِ علَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وجْهَهُ خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ) (حديث صحيح).

يفقد الإنسان شغفه بالحياة وحماسه حين يكفّ عن العمل أو لا يجد له عملًا فضيلًا يحقق ذاته فيه، فيصبح كالأرض اليباس التي لا خُضرة فيها!، فالعمل هو ما يرفع من شأن الإنسان ويفتح له طرقًا جديدة زاهية الألوان في هذه الحياة، تكون متنوعة ليأخذ فيها من مختلف العِبر والدروس التي تمنحه القوّة والخبرة في شتّى الأمور، فالعمل هو الذي يمنحنا معارف وعلاقات وثقافات جديدة، ويُطلعنا على ما لم نكن مطّلعين عليه حين نجلس وحدنا قابعين في بيوتنا، وهو الذي يملأ وقتنا بالفائدة التي تعود علينا وعلى الآخرين.