يلعب المعلّم دوراً مهماً في تشكيل البيئة الدّراسية؛ فإذا كان يُعدّ بيئة سعيدة ومريحة سيكون الطلّاب غالباً سعداء، وبالمقابل؛ فإنّ شعور الطلّاب بأنّ المعلّم غاضبٌ من شأنه أن يؤدّي إلى تفاعلهم سلباً مع ذلك، ممّا يؤدي إلى إضعاف عملية التعلّم، وعليه فالمعلّم هو المسؤول عن السلوك الاجتماعيّ في الصفّ، وهذا السلوك هو الذي يعكس بيئة الفصل الدّراسيّ.[1]
على الرغم من أنّ المعلّم لا يُفكّر عادةً في أن يكون قدوةً يُحتذى بها من قبل طلّابه، إلّا أنّه وبشكلٍ غير متعمّد يقوم بذلك سواءً بشكل إيجابي أم سلبي اعتماداً على شخصية المعلم؛ ويرجع السبب في ذلك إلى قضاء الطلّاب وقتاً طويلاً مع معلّميهم، ومن هنا يُلاحظ أنّ مهمّة المعلّم لا تقتصر على تعليم الطلّاب فقط، وإنّما بتشكيل شخصيّاتهم.[1]
إنّ قيام أحد الطلّاب بسلوك يُنافي أوامر المعلّم، يتطلّب من الأخير أن يحذّره من ذلك دون أن ينسب التّحذير لسوء سلوكه وإنّما لحبّه له؛ فإذا كان يتهامس طالب مع آخر بعد وقت قليل من بدء الحصّة الدّراسية في اليوم الأوّل، فبإمكان المعلّم أن يحذّر الطالب قائلاً: (أعلمُ أنّك تبحث عن مقعدك.. لكن -وإن كان ذلك- لا يُمكنك التحدّث إليه..)، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز السلوك الإيجابيّ للطّالب، ويدفعه لتلبية أوامر وتوقّعات معلّمه.[2]
غالباً ما يقوم المعلّم المبتدئ بالتّكلّم بصوتٍ عالٍ خلال الفصل الدّراسيّ؛ الأمر الذي يؤدّي بعد فترة وجيزة إلى مواجهته لصعوبة في التحدّث؛ لذلك يُنصح المعلّم بالابتعاد عن صوت الضّجيج، والتحدّث ضمن النّطاق الطبيعيّ، وهو ذات النّطاق الذي يحبّ أن يتحدّث به طلّابه إليه.[3]
غالباً ما يكون الطالب مُوَجَّهاً بشكلٍ كامل من قبل المعلّم في الفصول الدّراسية، والصّحيح أن يُعهد إليه بالقيام ببعض الأمور البسيطة التي تُشعره بالاستقلالية، مثل: ترتيب أماكن الجلوس في الفصل، أو تولّي أمر أيّ جزء من الدّرس، فهذا من شأنه تعزيز عملية التعلّم لدى الطالب، إلى جانب خلق شعور من المتعة أثناء الدّراسة.[3]