-

فضل صيام عاشوراء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يوم عاشوراء

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو أول الشهور في السنة الهجرية، وفي ذلك اليوم نجى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام والمؤمنين معه، وأغرق فرعون وقومه، حيث إنّ الله تعالى بعث سيدنا موسى إلى قوم فرعون يدعوهم إلى عبادة الله، لكن فرعون أبى أن يؤمن بالله واتهم سيدنا موسى بالسحر، فأغرقه الله هو ومَن معه بالبحر، ونجى سيدنا موسى، لذلك صام سيدنا موسى في اليوم العاشر من شهر محرم شكراً لله على فضله ونعمه بأن أنجاه من فرعون وقومه.

صيام يوم عاشوراء

روى ابن عباس رضي الله عنهما: (ما هذا اليومُ الَّذي تصومونَهُ؟ فقالوا: هذا يومٌ عظيمٌ. أنجَى اللهُ فيه موسَى وقومَهُ. وغرَّقَ فرعونَ وقومَهُ. فصامَهُ موسَى شكرًا. فنحنُ نصومُهُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فنحنُ أحقُّ وأوْلَى بموسَى منكمْ، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وأمرَ بصيامِهِ) [صحيح]، ولما عُرف فضل صيام يوم عاشوراء ومكانته عند الله تعالى حرص السلف الصالح على صيامه، حتى أنّ بعضهم كان يصومه في السفر خشية فقدان أجره.

فضل صيام يوم عاشوراء

  • يأتي صوم عاشوراء في المرتبة الثانية بعد صيام يوم عرفة؛ لأنّ صيام عرفة يكفر سنتين، أما صيام يوم عاشوراء يكفر سنة واحدة، ومع ذلك يفضل للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء حتى يمحو الله تعالى ذنوبه وآثامه التي اقترفها خلال عام كامل، وقد قال عليه السلام: (هذا صيامُ الدَّهرِ كلِّهِ وصيامُ عرفةَ إنِّى أحتسبُ على اللَّهِ أن يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتى قبلَهُ والسَّنةَ الَّتى بعدَهُ وصومُ يومِ عاشوراءَ إنِّى أحتسبُ على اللَّهِ أن يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتى قبلَهُ) [صحيح].
  • يربط أهل الإيمان ببعضهم، مع اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأنسابهم.
  • يدل على أنّ أمة محمد صلى الله عليه وسلم أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم، والدلالة على ذلك ما جاء في حديث النبي عليه السلام: (أنتم أحَقُّ بموسى منهم، فصوموا) [صحيح].
  • يعتبر يوم عاشوراء اليوم الذي يتذكر فيه سكان الأرض بنصرة الله تعالى لأوليائه، وبهزيمة الله لأعدائه.
  • يعد تربية للمسلمين في التنافس في فعل الخيرات، فحث النبي عليه السلام على صومه، لكنه ترك الأمر إلى اختيار المسلم حتى يُبين المتسابق للخيرات من غيره.
  • يدل على يُسر الدين الإسلامي، فهو ليس بفرض لكنه سنة لابتغاء الأجر والثواب وتكفير الذنوب التي يقع فيها المسلم، ودلالة على أنّ الله تعالى يحب عباده ويغفر لهم ذنوبهم مهما كانت كثيرة.

يوم تاسوعاء

أمر النبي عليه السلام بمخالفة اليهود والنصارى في صيام يوم عاشوراء، وذلك بصوم اليوم الذي قبله وهو يوم تاسوعاء، فورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (حين صام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ عاشوراءَ وأمرَ بصيامِه، قالوا: يا رسولَ الله! إنه يومٌ تُعظِمُه اليهودُ والنصارى. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فإذا كان العامُ المُقبلُ إن شاءَ اللهُ، صُمْنا اليومَ التاسعَ. قال: فلمْ يأتِ العامُ المُقبلُ، حتى تُوفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) [صحيح]، وبذلك استدل العلماء على أنّ صيام يوم تاسوعاء هو هدي نبوي لمخالفة اليهود، وقد قال الإمام النووي أنّ للعلماء آراء في عدة وجوه هي كالآتي:

  • المقصود من مخالفة اليهود هو اقتصارهم على اليوم العاشر فقط.
  • الرسول عليه السلام عندما نهى عن صوم يوم الجمعة وحده وصل يوم عاشوراء بيوم قبله.
  • صوم يوم التاسع هو احتياط من خشية نقص هلال الشهر ووقوع غلط، ويعتبر أقوى تلك الوجوه هو صوم يوم عاشوراء مخالفة لليهود، كما قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى.