يعرف يوم عرفة بأنه يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو من أفضل الأيام عند المسلمين، علماً أنهم يكثرون فيه من تأدية العبادات خاصةً الصوم، لما له من فضل عظيم عند الله، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحجاج يقفون على جبل عرفة الواقع شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بما يقارب 22كم، وذلك لتأدية أهم أركان الحج، وهذا ما سنعرفكم عليه في هذا المقال.
يستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج، وذلك لأنه ثبت في السنة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكفر السنة الماضية والباقية وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية) [صحيح مسلم]، أما المشتغل بالوقوف في عرفة من أهل المناسك، فلا يشرع لهم الصوم، نظراً لانشغالهم بنسك الحج، وحتى لا يضعف الحاج عن الذكر، والدعاء، والعبادة، وصيامه في هذه الحالة يعتبر مخالفةً للسنة، ودخولاً في التكلّف.
لا حرج أن يصوم المسلم يوم عرفة، وغيره من النوافل قبل أن يقضي ما فاته من رمضان، لأن الشّرع وسّع في قضاء رمضان إلى آخر السنة نظراً لما أقره النبي صلى الله عليه وسلم، ولما فعلته عائشة رضي الله عنها، ولأن المنع يوقع المسلمين في ضيق، فيفوتهم أجر عظيم
لا يجوز تجزئة النية لصوم يوم عرفة، بحيث تكون بنية النذر، أو القضاء والتطوع بعرفة، لأنه يعتبر عبادة مستقلة، وتطوع خاص، يتطلب نية خاصة به، وأيضاً لأنّ كلا العبادتين مقصودٌ من الشارع فعلها بذاتها، فلا يجوز الجمع بين النيتين لتتداخل عبادتان في عبادة واحدة، وإنّما يجب أن يكون لكل عبادة نية مستقلة.