-

فضل صيام عشرة من ذي الحجة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العشرة من ذي الحجة

والمقصود بها الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة، إذ إنّ اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم النحر، أول أيام عيد الأضحى المبارك، والذي لا يجوز صيامه، وهذه الأيام المباركات من مواسم الطاعات، ولعظمها فقد أقسم ربنا سبحانه وتعالى بها في محكم تنزيله، فقال جلّ في علاه: (والفجر، وليالٍ عشر)، وقد قال عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، فيا سعد من شمّر واجتهد فيها، واغتنمها من صيام لقيام، لزكاة لحسن خلق وذكر، وطرق ما تيسر له من أبواب البر والعمل الصالح، فقد حثّنا رسولنا على العمل الصالح فيها.

فضل العشرة من ذي الحجة

  • أقسم بها رب العزة، ولا يقسم العظيم إلا بعظيم.
  • اجتمع في هذه الأيام عبادات عظيمة لم تجتمع في غيرها، ففيها الصلاة والصيام والصدقة والحج.
  • تاسع أيامها هو يوم عرفة، وهو أعظم أيام الحج، بل الحج عرفة، وفي صيامه تكفير للسنة الماضية والسنة القابلة.
  • ما من أيام العمل فيها أفضل من هذه الأيام كما ورد في الحديث الشريف، حيث تضاعف فيها الأجور، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ). [الألباني/ صحيح]
  • فيها يوم النحر، حيث يتقرب العبد من خالقه بذبح الأضاحي، أحدى مناسك الحج.
  • يجتمع في هذه الأيام الحجّاج من جميع بقاع الأرض لأداء ركن عظيم من أركان الإسلام، ألا وهي أداء مناسك الحج.
  • يباهي الله سبحانه بالصائمين والعابدين في هذه الأيام ويوم عرفة أمام الملائكة، وأكثر ما يعتق الله عز وجل من النار في يوم عرفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟). [مسلم/ صحيح]
  • أثنى الله عز وجل على الذاكرين له في هذه الأيام العظيمة، قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ). [الحج/ 28]
  • شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأيام أفضل ايام الدنيا، قال عليه الصلاة والسلام: (أفضلُ أيامِ الدُّنيا العشرُ –يعني: عشرَ ذي الحِجَّةِ- قيل: ولا مثلهنَّ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا مثلهنَّ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ عفَّر وجهَه بالتُّرابِ). [الألباني/ صحيح لغيره]

مكانة الصيام وثوابه

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ ‏‏قال الله عز وجل‏:‏ (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إِلَّا الصِّيَامَ، هو لي وَأَنَا أَجْزِي به فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).‏ [مسلم/ صحيح]

للصيام مكانة عظيمة في ديننا الحنيف، فهو الركن الرابع من أركان الإسلام، وقد فرض الله تعالى صيام شهر رمضان المبارك، والذي فيه ليلة القدر، ليلةٌ خير من ألف شهر، ففي الصيام يترك العبد جميع شهواته امتثالاً لأمر الله عز وجل، وربما تحمل المشقة والعناء خاصة في أيام الصيف الحار، وثواب الصيام لا يعلمه إلا الله، وكما تقدّم في الحديث الشريف كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فهو لله سبحانه وتعالى، وهو يجزي به، وفضل العظيم عظيم لا تدركه العقول، ومن استشعر هذا الفضل العظيم من المولى الكريم، فحريٌ به الاستزادة واغتنام الفرصة كلما سنحت له، فيصوم الست من شوال، والعشرة من ذي الحجة، وعاشوراء والأيام البيض من كل شهر، والاثنين والخميس، ومتى شاء من الأيام، فمن صام يوماً في سبيل الله باعد الله به وجهه عن النار سبعين خريفاً، ولعل من أعظم ما صامه العبد بعد شهر رمضان أيام العشرة من ذي الحجة.