فضل سورة يوسف عليه السلام
سورة يوسف
تعتبر سورة يوسف من سور القرآن الكريم المكية، ويبلغ عدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية، ونزلت في عام الحزن، حيث توفي عم النبي عليه الصلاة والسلام أبو طالب، كما توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها زوجته وأقرب الناس إلى قلبه، وجاءت تلك السورة العظيمة لتسلي عن قلب النبي الكريم، ولتزيل عنه همه وغمه الذي أصيب به جراء فقد الأحبة والمقربين.
فضل سورة يوسف
فضل هذه السورة العظيمة يتعلق بما اشتملت عليه من العبر والدروس الكثيرة، ولم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضائلها حديث صحيح، وإن استحب عددٌ من علماء الأمة قراءتها للمهموم والمحزون؛ لأنها نزلت على قلب النبي عليه الصلاة والسلام في عام الحزن فكانت تسليةٍ لقلبه وتثبيتاً من الله تعالى له.
دروس وعبر من سورة يوسف
- تعلم المسلم كتمان الأمور وعدم الإفصاح عنها خوفاً من أذية الناس وحسدهم، فقد رأى يوسف عليه السلام رؤيا حق، فجاء إلى والده يعقوب عليه السلام ليخبره بما رأى في منامه، فطلب منه ألا يحدث أخوته بشأنها حتى لا يكيدوا له لما علم من غيرتهم الشديدة منه.
- تعطي الآباء والأمهات درساً في وجوب العدل بين الأبناء في المحبة القلبية، فما أضمره أخوة يوسف عليه السلام من المكيدة والأذى لم يكن إلا بسبب شعورهم بعدم وجود العدالة في التعامل معهم من طرف أبيهم يعقوب، فشعروا بأن أباهم يفضل يوسف عليهم، ويميزه في التعامل والمحبة القلبية.
- تؤكد على أن الفرج يأتي بعد الشدة والامتحان، فقد امتُحن يوسف عليه السلام امتحاناً عظيماً، وصبر على الأذى وظلمة السجن وقيده، إلا أن ذلك لم يفتد من عضديه، ولم يوهن عزيمته، حيث ظل صابراً مؤمناً بموعود الله له حتى أتاه الفرج من ربه عز وجل.
- تعطي للمسلم درساً في وجوب الابتعاد عن الفتن وعدم التعرض لها، مهما كان في النفس من الإيمان والتقوى، فعلى الرغم من أن يوسف عليه السلام كان نبياً معصوماً إلا أنه تعرض لفتنةٍ شديدة في الدين حينما استفردت به امرأة العزيز، وراودته عن نفسها في بيتها، فاجتمعت له جميع الأسباب للوقوع في المعصية لولا عصمة الله له وحفظه.
- تؤكد على حقيقة الحسد كآفة من آفات النفس الإنسانية، فقد أمر يعقوب عليه السلام أولاده حينما طلب منهم أن يبحثوا عن يوسف ألا يدخلوا من بابٍ واحد، وإنما يدخلوا من أبواب متعددة؛ حتى لا يتسلل الحسد إلى نفوس الناس برؤية وضاءة وجوههم وحسنهم فيقع الضرر عليهم بسبب ذلك.