-

عمل سيدنا نوح

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عمل سيّدنا نوح

لم يبعث الله نبيّاً إلا كان له عملٌ يقوم به، وتنوّعت هذه الأعمال؛ فكان آدم عليه السلام مزارعاً، ونوح عليه السلام نجّاراً، وإدريس عليه السلام كان خياطاً، وأكثر الأعمال التي عمل بها الأنبياء هي الرعي، إذ عمل به كلٌّ من الأنبياء: صالح، وهود، ويونس، ولوط، وسليمان، وإسحق، ويعقوب، وشعيب، وموسى عليهم جميعا السلام، وكان آخرهم النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم.

سفينة نوحٍ عليه السلام

سيّدنا نوح عليه السلام واحد من الأنبياء الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى لهداية الناس، ودعوتهم إلى عبادة خالقهم العظيم، وتركهم عبادة الأوثان أو أيّ عباداتٍ لغير الله عز وجل، واستمرّ نوح عليه السلام بدعوة قومه لمدّةٍ تزيد عن 950 عاماً، إلا أنّه لم يتّبعه ويصدّق دعوته إلّا عددٌ قليلٌ منهم، وكان يتعرّض للأذى والسخرية من قومه حتّى جاءت إرادة الله بإيقاع العذاب، عليهم وكان الطوفان.

كان نبي الله نوح عليه السلام يعمل بمهنة النجارة، وكان بارعاً فيها، فاختار له الله طريقةً للنجاة من الطوفان بأن أمره أن يصنع سفينةً تتسع له ولمن آمن معه، وحتى تتّسع لمن سيرافق نبي الله في رحلة النجاة، فلا بدّ أن تكون السفينة كبيرة الحجم، فاختار عليه الصلاة والسلام مكاناً واسعاً بأطرافِ المدينة بعيداً عن أعين قومه، وبدأ بصناعة سفينته، فكان أصحابُه يحضرون جذوع الأشجار والأخشاب من أماكن مُتعدّدةٍ فيصنعون منها ألواحاً خشبيةً مختلفة الأطوال، واستمرّ بناء السفينة حوالي ثمانين عاماً، فقد كانت سفينةً ضخمةً؛ إذ تتألف من ثلاثة طوابق بطول حوالي 200 مترٍ، وعرض حوالي 70 متراً، وارتفاع يُقدَّرُ بـ 25 متراً، فكانت أشبه ما تكون بمعجزةٍ خاصةً في ذلك الزمن، لأنّ السفن لم تكن معروفة.

كان سيّدنا نوحٌ عليه السلام يتعرّض للسخرية من قومه، فكيف يبني سفينةٍ في الصحراء، ومع ذلك تحمّل سيّدنا نوحٌ عليه السلام كلّ هذا الأذى، واستمرّ بعمله حتى أكمل بناء سفينته، فأمره الله أن يحمل معه من كلّ مخلوقٍ على الأرض زوجين، فخصّص الطابق الأول للحيوانات، والطابق الثاني لأصحابه الذين اتبعوه، والطابق الثالث للطيور، وبعد أن تجهّز القوم الصالحون أمر الله سبحانه وتعالى الأرض فتفجّرت ينابيعها، وأنزلت السماء أمطارها، فغرقت الأرض بالماء وبدأت السفينة ترتفع عن مستوى الأرض، فسارت وسط الماء، واستمرّت في السير في البحر لمدة أربعين يوماً، حتى أمر الله فرست على ظهر جبلٍ، فنزل سيّدنا نوحٌ وأصحابه وباقي الحيوانات بعد أن أهلك الله القوم الكافرين، وبدأت مرحلة حياةٍ جديدةٍ.