-

موضوع تعبير عن الماء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أنعم الله على عباده بنعمٍ كثيرة ظاهرة وباطنة لا تُعدّ ولا تُحصى، ومن بين هذه النعم نعمة الماء، هذا السائل العجيب الذي يحمل الحياة في تكوينه ويمنحها بأمر الله لجميع الكائنات الحية، وقد قال تعالى في وصفه: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الْأَنْبِيَاءِ: 30]، فالماء سرّ الحياة ونعمة من أعظم نعم الله تعالى على الأحياء، فلولا الماء لما وُجدت حياة على الأرض، ولظلّت جرداء قاحلة لا خير فيها، فمنافع الماء لا تُعدّ ولا تُحصى، وليس على الكائنات الحية فقط، وإنما أيضًا على جميع المخلوقات، فهو سبب الطهارة والنظافة، وهو متعة للحياة والنفس وبه تتجمل الأماكن وترتدي الطبيعة أجمل حُلّةٍ لها.

جعل الله للماء خصوصية عظيمة، ففيه تتطهر الأبدان من كل ما يعلق بها من قذارة، وبه أيضًا يستطيع المؤمن أن يتوضأ للصلاة ويغتسل كما أمره الله، وبه تنتقل السفن الضخمة والمراكب وتقطع مسافات طويلة، كما أن ماء البحار والمحيطات يختزن في أعماقة اللؤلؤ والمرجان، ويُشكل بيئة متكاملة لعيش آلاف الأنواع من الكائنات الحية، فهو مصدر للحصول على الطعام بصيد الكائنات الحية التي تعيش فيه، وبه أيضًا تتلطف الأجواء ويُضفي المتعة والجمال في أي مكانٍ يوجد فيه، وبه تنبت الثمرات فسبحان من قال في كتابه العزيز: (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الْبَقَرَةِ: 22].

يُعدّ الماء من أهم الأدلة على البعث والنشور، لأنَّ الله يحيي به الأرض الموات، وهو أيضًا مصدر للرحمة والعذاب في آنٍ معًا، فغيابه يُسبب الهلاك للأحياء، وهطوله بكثرة يُسبب الهلاك أيضًا، لهذا يجب على الإنسان أن يشكر الله على نعمة الماء وأن يؤدي حقها على أكمل وجه وأن يُحسن استخدامها، كي لا يكون نعمةً لا نقمة، ويجب حفظه من التلوث، فهو كما وصفته العرب قديمًا "أهون موجود وأصعب مفقود".