-

تنظيم الوقت وأهميته

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أهميّة الوقت

يحتل الوقت أهميةً كبيرةً في حياة الإنسان، ويعد بمثابة عمر الإنسان، حيث إن كل يوم يذهب وينقضي يأخذ من عمر الإنسان ويقربه من أجله، ولذلك حري بالشخص أن يستغل وقته على أكمل وجه ليحقق لنفسه السعادة في الدنيا والآخرة، فيستفيد من وقته بما يعود عليه بالمنفعة. وعليه أن يدرك أن الوقت أغلى من أن يتم إنفاقه في ما لا ينفع،[١] فإذا انقضى الوقت لن يستطيع أياً كان استعادته بكل ما يملك من قوة، كما لا يستطيع المرء أن يوقف عقارب الساعة لأي فترة مهما قصرت، ولا يمكن لأحد أن يبيع ويشتري الوقت. وتختلف أهمية الوقت وكيفية استثماره من شخص لآخر، كما تختلف باختلاف البيئات والمجتمعات، ويعود ذلك إلى مدى إدراك الأفراد لأهمية الوقت في ارتقاء العقل وتطور مستوى المعيشة والحياة بوجه عام.[٢]

ومن مظاهر عدم الاهتمام بالوقت وإدراك قيمته ما يمكن رؤيته من إمضاء الناس لأوقاتهم في الشوارع، والطرقات أو في المقاهي، والعبث واستخدام مختلف وسائل اللهو، التي لا تعود على الفرد والمجتمع بأي من المنافع. وهناك أيضاً من يعيشون حياتهم بفوضى عارمة دون أدنى تنظيم وإدارة لأوقاتهم، فلا ينتفعون من ساعاتهم المهدورة، ولا يضعون جداول لتنظيم أوقاتهم، ولا يرسمون خططاً توضح لهم أهم أعمالهم، بل ويقصرون في الحفاظ على الوقت. وكثيراً ما يقول البعض أن لديه وقت فراغ كبير، وأنه يشعر بالملل من روتين الحياة اليومي، والحقيقة أنه ليس هناك وقت فراغ، بل إنه يجب على الفرد ما إن ينتهي من عمل حتى يبدأ بإنجاز عمل آخر، ويستثمر وقته أشد استثمار، والجدير بالذكر أن من نجدهم من العلماء، والمفكرين، والمبدعين ورجال الأعمال الناجحين ما كانوا ليضيعوا أدنى الأوقات، بل يغتنمون أوقاتهم على أكمل وجه.[٣]

إدارة وتنظيم الوقت

يمكن تعريف إدارة الوقت بأنها القيام بالأمور الواجبة على وجهها الصحيح وفي الوقت المناسب والصحيح، وإن إدارة الوقت هي التعبير الأمثل عن إدارة الذات بفاعلية، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى إدارة العديد من الأعمال والواجبات، وكلما تحكم الفرد في وقته وأنفقه بشكل إيجابي عاد ذلك عليه بأفضل النتائج.[٤] أما عملية تنظيم الوقت فتعرف بأنها استخدام الفرد للوقت المتاح له في تنفيذ جميع أعماله، وذلك عن طريق وضع خطة وأهداف محددة لتحقيقها، عن طريق إعداد الجداول والقوائم التي تحتوي على المهام المرجو تحقيقها يومياً، وأسبوعياً، وشهرياً.[٥]

أهمية تنظيم الوقت

لتنظيم الوقت العديد من الفوائد التي تعود على الفرد، وإن عدم تنظيم الفرد لوقته يؤدي إلى تراكم أعماله وبالتالي زيادة الضغوطات عليه، ومن فوائد تنظيم الوقت:[٦]

  • نيل رضى الله عز وجل: فالوقت أمانة، والإنسان مسؤول عن وقته وعمره، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لعبادته وللقيام بالعمل الجاد والدؤوب في الأرض لتحقيق أسمى الأهداف وتحقيق الخير في المجتمع، وعليه أن يستغل وقته على أكمل وجه لإعمار الأرض ونشر الخير فيها.
  • التوفيق بين العمل والحياة الشخصية: فمن ينظم الوقت ويضع خططاً وجداول تشتمل على كل ما يلزم القيام به من مهام يستيطع أن يؤدي أعماله على أكمل وجه، بل ويمكنه أن يؤدي واجباته العائلية ويقضي احتياجاته الشخصية ويرفه عن نفسه دون أية ضغوطات.
  • إنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف: إن من ينظم وقته ويستغله أكمل استغلال يشعر بالرضى عن نفسه ويحقق الراحة التي يطمح إليها الأفراد جميعاً، في حين إن من يضيع وقته ويقضيه بما لا يعود علية بالنفع لا يلبث أن يندم ويشعر بالذنب إزاء ذلك، كما أنه يشعر بالحسرة على وقته المهدور سدىً.
  • إنجاز الأعمال في الوقت المحدد: فعندما ينظم المرء وقته يستطيع أن ينجز أعماله أولاً بأول، وبالتالي لا يداهمه الوقت بانقضائه، ولا تتراكم أعماله ويشعر بأي ضغوطات.
  • الاستفادة من الجهود المبذولة على أكمل وجه: فبتنظيم الإنسان للوقت يمكنه أن يحقق أكبر استفادة من الجهد المبذول، ويعود ذلك عليه بالنفع الكبير سواء كان في تحقيق ثروة أكبر، أو النجاح في العمل أو غيرها من الأمور الأخرى المرجوة.
  • تجنب الازدواجية في تحقيق الأعمال: حيث إنه يمكن للإنسان بتنظيم وقته أن يتجنب القيام بالأعمال بطريقة مزدوجة، وبالتالي يحقق التوازن وصفاء النفس، والبعد عن إضاعة الجهد والوقت.
  • إرضاء الموظف لرؤسائه في العمل: فتنظيم الوقت يؤدي إلى عدم إهمال أو نسيان أي من الواجبات والأعمال المطلوب تنفيذها، بل عدم تأجيل أي منها أيضاً، الأمر الذي يبعث شعور الرضى في نفوس رؤساء العمل.
  • زيادة الإنتاجية: إن الفرد الذي ينظم وقته يحقق إنتاجية عالية مقارنة بمن لا ينظمه.
  • التركيز في العمل: يؤدي تنظيم الوقت إلى صفاء الذهن ومنع تشوشه، وبالتالي من ينظم وقته يستطيع أن يعلم ما هي الأعمال المطلوبة منه بالتحديد ويركز في إنجازها بفاعلية أكبر.
  • الاستفادة من الوقت الإضافي: فمن ينظم وقته يستطيع إنجاز أعماله بوقت أقل، وبالتالي يمكنه أن يستفيد من الوقت الزائد بإنجاز أعمال أخرى من الأعمال المراد إنجازها بدلاً من قضائه الوقت أمام شاشة التلفاز أو في عمل آخر غير مفيد.
  • إنجاز أكبر قدر من الأعمال: حيث يساعد تنظيم الوقت الإنسان على إنجاز الأعمال التي كانت تستغرق وقتاً كبيراً في وقت أقل، فالعمل الذي كان يُنجز في أسبوع يمكن مع تنظيم الوقت أن ينجز خلال يومين أو ثلاثة أيام.
  • كسب احترام الناس: فمن ينظم وقته ويكون محافظاً على مواعيده ويقوم بأعماله على أكمل وجه، يختلف عن الإنسان الفوضوي ويكسب احترام الآخرين فيعجبون به ويحبونه.
  • زيارة الأقارب وتنظيم العلاقات الاجتماعية: حيث يستطيع المرء أن ينظم زياراته العائلية وزيارة أصدقائه.
  • زيادة الثقة بالنفس: فالإنسان المنظّم في وقته وعمله ترتفع ثقته بنفسه، كما أنه يتجنب حدوث المفاجآت في العمل أو غيره من أزمات ومشكلات، فهو قادر على القيام بالأعمال في وقتها المحدد.
  • الشعور بالمسؤولية بشكل أكبر: فتنظيم الوقت يجعل الفرد أكثر تحملاً للمسؤوليات كما يجعله يواجه الصعوبات بجرأة أكبر.
  • زيادة الدخل: إن من ينظم وقته يستطيع أن يجد وقتاً إضافياً لممارسة هواياته ويساعده ذلك على إيجاد مصادر أخرى للدخل.
  • تجنب التحسر على الوقت: ففي تنظيم الوقت فائدة كبيرة، حيث يشعر المرء أنه استغل وقته كما يجب، وبالتالي فإنه لا يشعر بالندم أو الحسرة على ضياع الأوقات.
  • معرفة الأولويات وتحديدها: حيث يستطيع الإنسان الذي ينظم وقته ويديره على أكمل وجه أن يحدد أهدافه القريبة والبعيدة، وبالتالي تنظيم الأفكار وتحديد الرؤية بوضوح.
  • الموازنة بين العمل والراحة: فمن ينظم وقته على أكمل وجه يستطيع أن يأخذ قسطاً من الراحة في الوقت المحدد لذلك، ومعاودة العمل في الوقت المحدد أيضاً.
  • تنظيم الحياة: حيث يتجنّب من ينظم وقته الإرباك الحاصل وارتكاب الأخطاء الناتجة عن عدم تنظيم الوقت، وبالتالي تنظيم الحياة بشكل أكبر وتنظيم النفس أيضاً، مما يجعل الحياة أجمل وأكثر سهولة.
  • المنهجية في العمل والتخطيط المستمر: يساعد تنظيم الوقت الفرد على التخطيط لأعماله وإنجازها بمنهجية أكبر، وبالتالي الاستفادة من الجهد المبذول بشكل أكبر.

المراجع

  1. ↑ طارق محمد امعيتيق (2009-3-22)، "الوقت وأهميته في حياة المسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-11. بتصرّف.
  2. ↑ د. قاسم عبدالله التركي (2009-7-16)، "إدارة الوقت أم إدارة الذات؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-11. بتصرف.
  3. ↑ لا تكن مضياعاً لوقتك (2009-4-4)، "لا تكن مضياعا لوقتك"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-11. بتصرف.
  4. ↑ الشيخ أحمد الزومان (2009-13-12)، "تنظيم الوقت "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-11. بتصرّف.
  5. ↑ د مصطفى هاشم البنان، فن إدارة الوقت، صفحة 62. بتصرّف.
  6. ↑ أ.د. مدحت محمد أبو النصر (2015)، إدارة الوقت: المفهوم والقواعد والمهارات (الطبعة الثالثة)، القاهرة- مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 64-68. بتصرّف.