مدينة طولقة
مدينة طولقة
تُعتبر مدينة طولقة واحدة من المُدن الجزائرية الموغلة في القدم، حيث كانت قديماً مدينة بربرية تُعرف بتيولاشة، وتعود تسميتها بطولقة إلى أيام الرومان، وهي تعني بُحيرة الطيور الموجودة في ولاية الطارف حين بنوا فيها حصونهم، حيث كانت من أهم المواقع العسكرية لهم، ولم يبقَ من آثارهم سوى أطلال، كما فتح القائد عقبة بن نافع مدينة طولقة، ويُعتبر تاريخ طولقة حافلاً بالبطولات، فهي مدينة الشهداء؛ لكثرة التضحيات التي قدمها أهلها في نضالهم ضد المستعمر الفرنسي على مدى سنوات طوال.
تعتبر مدينة طولقة واحةٍ غناء خصبة، تكثرُ فيها آبار المياه الارتوازية، وتشتهر بوفرة غابات النخيل، وتُلقب بمدينة المليوني نخلة، وصُنفت أنواع تمورها بالأجود على مستوى العالم كله، وبالأخص نوعية (دقلة نور) التي تعود تسميتها إلى شفافية حباتها وصفاء لونها الذي تظهر من خلاله نواتها الداخلية، وتتمتع المدينة بنسماتها العليلة، وتُعد رئة الجزائر الشمالية، لذلك فهي تُعتبر مقصداً للاستجمام وقضاء وقت العطل وخاصة الأسبوعية منها لأبناء الجزائر.
موقع ومساحة طولقة
تقع مدينة طولقة في الجمهورية الجزائرية، وتحديداً في الجهة الشمالية منها، في ولاية بسكرة، جنوب عاصمة البلاد، حيث تبعد عنها مسافة تقدر بحوالي 363كم، وتبلغ مساحتها ما يقدر بحوالي1225كم²، ومن الدوائر القريبة منها: ليوة، وبسكرة الحاجب، والغروس، والمخادمة، وتضم دائرة طولقة كلاً من: مدينة طولقة، وبوشقرون، وبرج عزوز، وليشانة.
النشاط الاقتصادي لسكان طولقة
بحسب إحصائية تعود إلى عام 2008م، فقد بلغ عدد السكان في مدينة طولقة حوالي 45.055 نسمة، يعمل غالبيتهم في القطاع الزراعي، ويعود ذلك لخصب أراضيها ووفرة مياهها، حيث تنتج أفضل أنواع الخضار والفاكهة، فبالإضافة إلى النخيل تزرع أشجار الزيتون والرمان والتفاح والإجاص والعنب، وغيرها من المحاصيل التي تزرع في الدول المشرفة على البحر المتوسط، والتي تصدر إلى باقي المناطق الجزائرية، وإلى خارج البلاد أيضاً.
معالم مدينة طولقة
توجد في مدينة طولقة العديد من الزوايا التي تعود للأولياء والصالحين؛ كزاوية الشيخ سيدي علي بن عمر لتحفيظ القرآن، والتي تُعتبر من أهم مراكز الإشعاع الفكري والديني، ليس في الجزائر فحسب بل، في كل دول المغرب العربي، والزاوية العثمانية، ومسجد وضريح الشيخ عبد الرحمن الأخضري، وضريح الشيخ بن عزوز، وزاوية الشيخ سعادة الذي ذاع صيته في زمن الدولة الحفصية، وذكر هذه المدينة عبد الرحمن بن خلدون، فقال:
قد تشوقت لها
ونسيم الشوق
منزلي الآمن
ظلها أيكٌ نما
توجتني بالثنا