يُقصد بالهجرة في معناها اللغوي ترك شيء إلى شيء آخر، أو الانتقال من حال إلى حال أخرى، أو الانتقال من بلد إلى بلد آخر، حيث يقول الله تعالى: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)،[1] ويُقصد بالهجرة اصطلاحاً الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وهو ما يُطلق عليه بالهجرة المادية، أمّا الهجرة المعنوية فهي الانتقال بالنفس من مرحلة إلى مرحلة أخرى.[2]
تتمثّل الهجرة النبوية بهجرة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورّة، كما تميزت هذه الهجرة عن غيرها من الهجرات، الأمر الذي دفع بعمر بن الخطاب إلى اتخاذ حادثة الهجرة النبوية منطلقاً للتأريخ العربي الهجريّ،[3] وقد وقعت أحداثها في الفترة الواقعة ما بين أواخر شهر صفر، وحتّى منتصف شهر ربيع الأول من عام الهجرة،[4] وبالنسبة لمكانها فكان اختياراً من الله تعالى، وهذا ما جاء في الحديث النبوي: (رأيتُ في المنامِ أنِّي أهاجرُ من مكَّةَ إلى أرضٍ بها نخلٌ، فذهب وَهَلي إلى أنَّها اليمامةُ أو هَجَرُ، فإذا هي المدينةُ يَثرِبُ)[5][6]
وعندما بدأ تنفيذ أمر الهجرة سارع جموع المهاجرين نحو دار الهجرة، وشاركت المرأة المسلمة في هذه الهجرة، فكان منهنّ: أم سلمة هند بنت أبي أمية، والتي تعرّضت لأذى المشركين؛ عندما أرادوا منعها من الهجرة، وأخذوا طفلها الرضيع غصباً، ممّا أدى إلى أن خُلعت يده، ورغم ذلك عزمت على الهجرة ونجحت في ذلك، كما كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق من النساء اللواتي كان لهنّ دور بارز في الهجرة، ولكن الهجرة توقفت بعد الفتح النبوي لمكة المكرمة، ويجدر القول أنَّ المهاجرين نالوا شرفاً عظيماً، وفضلاً من الله تعالى؛ وذلك لأنَّهم السبق في تأسيس دولة الإسلام.[6]
تهدف الهجرة النبوية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، ومنها ما يأتي:[3]